قصة علي والدراجة النارية

0

كان هناك طفل يدعى علي، وهو طفل مشاغب ومتهور. كان يحب اللعب والمرح، ولكنه كان يتجاهل دروسه وواجباته المدرسية. كان يفضل الخروج مع أصدقائه واللعب في الشارع، بدلا من الجلوس في المنزل والدراسة. كان والديه يحذرانه من أن هذا السلوك سيؤثر على مستقبله، وينصحانه بأن يكون أكثر جدية ومسؤولية. لكن علي لم يستمع إلى نصائحهم، وظل يتصرف بتهور وطيش.

في يوم من الأيام، كان علي يلعب مع أصدقائه في الشارع، عندما رأى دراجة نارية متوقفة بجانب أحد المحال. أعجبته الدراجة كثيرا، وقرر أن يجربها. تسلل إلى الدراجة، وأخذ مفتاحها من جيب صاحبها الذي كان داخل المحل. ثم ركب الدراجة، وانطلق بها بسرعة عالية. لم يكن علي يعرف كيف يقود الدراجة بشكل صحيح، فضلا عن احترام قواعد المرور. فأصبح يسير بين السيارات والمارة، مخالفا الإشارات الضوئية والإنذارات. كان يستمتع بالإثارة والمغامرة، ولا يبالي بالخطر.

ولكن سرعان ما حصل ما لم يتوقعه علي. ففي إحدى التقاطعات، اصطدمت دراجته بسيارة كانت تسير بسرعة من الاتجاه المعاكس. تطاير علي من فوق الدراجة، وسقط على الأرض بقوة. أصيب بجروح خطيرة في رأسه وجسده، وفقد الوعي. تجمع حوله الناس، واتصلوا بالإسعاف. نقل علي إلى المستشفى، حيث تبين أن حالته حرجة. أخبر الأطباء والديه أن علي قد يفقد حياته أو يصاب بإعاقة دائمة.

بكى والدي علي بحرقة، وندموا على أن لم يضغطوا على ابنهم لتغيير سلوكه. تمنوا لو أن علي استمع إلى نصائحهم، وأن يكون أكثر حذرا وعقلا. دعو لله أن يشفي ابنهم، وأن يغفر له خطأه.

وفي هذه الأثناء، استيقظ علي في غرفة العناية المركزة، ووجد نفسه ملقى على سرير، محاطا بالأجهزة والأنابيب. شعر بألم شديد في رأسه وجسده، ولم يستطع الحركة أو التحدث. رأى والديه يجلسان بجانبه، وهما يبكيان ويصليان. تذكر ما حدث له، وكيف أنه سرق الدراجة النارية وتسبب في الحادث. شعر بالندم والخجل، وتمنى لو أنه لم يفعل ذلك. تمنى لو أنه استمع إلى والديه، وأن يكون أكثر جدية ومسؤولية.

في هذه اللحظة، فهم علي أنه ارتكب خطأ كبيرا، وأنه عليه أن يتعلم منه. فهم أن الحياة ليست لعبة، وأن الطفولة ليست عذرا للتصرف بتهور وطيش. فهم أن الدراسة والتعليم هما الطريق إلى المستقبل، وأن الوالدين هما النعمة والبركة. قرر علي أن يغير حياته، وأن يصبح طفلا ناجحا ومحترما.

وبعد فترة من الزمن، تحسنت حالة علي، وخرج من المستشفى. اعتذر إلى صاحب الدراجة النارية، ودفع تعويضا عن الضرر الذي سببه. اعتذر إلى والديه، ووعدهما بأن يصبح ابنا صالحا. بدأ يدرس بجد، ويحصل على درجات عالية. بدأ يحترم نفسه والآخرين، ويتجنب المشاكل. بدأ يستغل وقته في ما هو مفيد، ويتعلم مهارات جديدة. أصبح علي طفلا مختلفا تماما.

وبعد سنوات من الجهد والتعب، تخرج علي من الجامعة بتفوق، وحصل على شهادة في الطب. أصبح طبيبا مشهورا ومحبوبا، يعالج المرضى بكفاءة وإخلاص. تزوج من امرأة طيبة، وأنجب أولادا صالحين. اشترى منزلا جميلا، وسيارة فخمة. كان سعيدا بحياته، وشاكرا لله على نعمه.

وفي يوم من الأيام، كان علي يروي قصته لابنه الصغير، الذي كان يشبهه في طفولته. قال له: “ابني، اسمع جيدا ما أقول لك. لا تكن مثلي في طفولتي، فقد كادت تودي بحياتي. كن مثلي في شبابي، فقد جعلت من حياتي نجاحا. احترم نفسك ووالديك، فهما هما سندك في الحياة. ادرس بجد،فالعلم هو النور الذي يهديك في الظلام. احب اللعب والمرح، ولكن بحدود وبما لا يضر بدراستك أو صحتك. تعلم من أخطائك، ولا تكررها. اسعى لتحقيق أحلامك، ولا تستسلم لليأس. اعمل بإخلاص، ولا تنسى أن تشارك مع الآخرين. ابتسم دائما، ولا تنسى أن تشكر الله على كل شيء. فهذه هي عبرة وحكمة قصتي، وأتمنى أن تستفيد منها. ابني، أنا أحبك كثيرا، وأتمنى لك حياة سعيدة وموفقة.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *