قصة ظلم الغير وجزاء الظالم

0

يحكى أنه في غابة الحيوان البعيدة ذات الأشجار الطويلة والحيوانات الجميلة أنه كان هناك عصفورة جميلة للغاية، صنعت هذه العصفورة عشها الجميل النظيف في تجويف شجرة عالية رغبة منها في حماية بيضها وصغارها.

كانت هذه العصفورة الصغيرة تعيش في أمان واطمئنان وسعادة بالغة حتى جاء اليوم الذي ظهر فيه ذئب جوعان، كان يبحث هذا الذئب عن وجبة طعام مهما كانت ليسد بها جوعه الكبير.

فأخذ يبحث ويبحث حتى رأى بيض العصفورة الناصع البياض، فانبعثت الفرحة بقلبه، فقا للعصفورة مبتسما ومهددا لها ومنذرا: “أيتها العصفورة الجميلة هيا القي ببيضك الجميل لي في الحال، وأحذرك إن لم تفعلي ما أمرتكِ به، فسأصعد إليكِ في الحال وآكلكِ وأجعل من بيضكِ الجميل تحلية لي بعد ذلك”.

العصفورة: “وهل حدثتك نفسك أنه يمكنني أن أفعل ذلك ببيضي أيها الظالم؟!، إنك خاطئ بكل تأكيد”.

الذئب: “بكل تأكيد إنني خاطئ، فما بالكِ بأنني سأصعد حالا وآكل بيضكِ أمام عينيكِ”.

خطرت في بال العصفورة فكرة رائعة، فقالت للذئب: “صدقت أيها الذئب، فما بالك أن تأتي في غروب الشمس، وحينها ستجدني قد أعددت لك وجبة شهية من البيض، بل وزدتك عددا منه”.

ونظرا لطمعه الشديد وافق على فكرتها ورحل.

وما إن رحل حتى شرعت العصفورة الذكية في تنفيذ خطتها، والتي كانت عبارة عن تجميع قدر معين من الحجارة ناصعة البياض والمماثلة في الشكل والحجم لبيضاتها، وما إن كادت تنهي حتى شرعت الشمس في الغروب ومغادرة السماء.

جاء الذئب في الموعد المتفق عليه، وما إن نظر عاليا للشجرة والتي يصعب عليه تسلقها من الأساس، حتى رأى العصفورة وأمامها العديد من البيضات.

العصفورة: “هيا أيها الذئب افتح فمك والتقط بداخله البيضات، ولكن حذاري أن تسقط واحدة منهن”.

وأخذت تلقي بحجر وراء الآخر، والذئب بالكاد يتمكن من التقاطها كاملة رغبة ألا تنكسر ولا بيضة ويخسرها، وما إن أنهت بسرعة فائقة منها حتى بدأت بطنه في التوجع والألم.

الذئب: “ما هذا البيض المتحجر، آه … آه يا بطني”.

العصفورة الحكيمة: “ما رأيك في بيضي المتحجر أيها الذئب الظالم، هل تناولت جزاء ظلمك الآن؟!”.

ورحل الذئب ولم يعد إليها مجددا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *