قصة صياد السمك
يحكى أنه كان هناك صيادا للسمك بكل يوم يخرج من منزله مع أول شعاع يسقط على الأرض من أشعة الشمس، وبكل يوم يسعى من أجل إحضار قوت أولاده، وبيوم من الأيام اصطاد الكثير من السمك، حمد الله كثيرا وعاد لمنزله فرحا.
وبينما كانت زوجته تنظف السمك من أجل تجهيزه للطعام وجدت لؤلؤة حمراء ما أجملها ببطن إحدى السمكات، تعجبت من خلق الله سبحانه وتعالى الجميل، ونادت على زوجها لتعلمه بالأمر، أمسكها بيده وقرر بيعها حتى يتمكن من إحضار طعام آخر غير السمك للتنويع من أجمل أبنائه الصغار، أخذها وذهب للتاجر في السوق، والذي وجدها لؤلؤة فريدة من نوعها، وأنه لن يتمكن من شرائها حتى وإن باع محله ومنزله بالكامل، ولكنه أعطاه نصيحة مفيدة حيث دله على من بإمكانه شرائها.
دله على الملك هو الوحيد الذي بإمكانه شراء مثل هذه اللؤلؤة الثمينة، توجه الصياد لقصر الملك، وانتظر حتى رتبوا حراسه له موعدا مع الملك، وعندما دخل على الملك وأراه الكنز الثمين الذي معه، ذهل الملك وقال: “لطالما أردت طوال عمري امتلاك مثل هذه اللؤلؤة الفريدة من نوعها، إنها للؤلؤة جميلة وتسر الناظرين”.
أمر الملك الصياد أن يدخل خزائنه وأن يأخذ منها ما يشاء، لقد أمر له بست ساعات، والتي رآها الصياد مدة طويلة للغاية وستكفيه قبل الأوان بأوان؛ ولكن الصياد عندما دخل الخزائن وجد بها الكثير من المتعة، لقد وجد بها كثيرا من الجواهر والذهب، والكثير من الأموال، علاوة على أشهى الأطعمة والمأكولات، غير الأسرة المريحة والمفروشات ذات الألوان الزاهية.
لقد كان صيادا متواضعا للغاية، ولكنه أيضا غلبت عليه شهوته فجعل نفسه يأكل من الطعام وبكثرة بعدما أقنع نفسه بذلك الشيء سيصبح قادرا على جمع كنوز أكثر، ومن ثم وجد نفسه غير قادرا والنوم يغلبه فمدد جسده على السرير والذي أراحه راحة كاملة، ومن ثم لم يشعر بنفسه إلا وشخصا آخر يوقظه من سباته العميق ويخبره بأن مدته المسموح له بها قد انتهت وأن عليه الرحيل.
و يا لغباء هذا الصياد، لم يحمل أي شيء من خزائن فتحت له على مصارعها، بل اغتر بالشهوات، وخرج من كل ذلك خاسرا نادما على ما ضيعه من بين يديه.