قصة سكن الموت
اهلا وسهلا بكم متابعي موقع قصص
لقد اضفنا اليوم قصة جديدة
استمتعوا!
هذه القصة من حصريات موقع قصص
في إحدى زوايا المدينة المزدحمة، كان هناك شاب يُدعى سامر، يبحث عن هدوء بعيد عن ضوضاء الحياة اليومية وضغوطها. بعد بحث طويل، سمع عن وادٍ نائي وسط الجبال، يُقال إنه مثالي للاسترخاء والعزلة. يقرر سامر قضاء إجازة هناك، ليختار بيتًا ريفيًا صغيرًا في أطراف الوادي، مستأجرًا من أحد السكان المحليين الذي كان يحذره بشكل غامض، قائلاً: “هذا المكان قديم، فاحترس من الجدران”.
لم يعر سامر التحذير اهتمامًا كبيرًا، حيث ظنّ أنه مجرد كلام عابر. وفي اليوم الأول من وصوله، شعر بنشوة المكان الهادئ. الجبال الشاهقة والسماء الصافية والأشجار المتمايلة مع النسيم خلقت له أجواءً حالمة. لكن مع حلول المساء، حين بدأت الشمس تغرب وتسللت الظلال إلى زوايا المنزل، شعر بشيء غريب.
مع مرور الليلة الأولى، بدأ سامر يسمع همسات خافتة، كانت تزداد وضوحًا كلما اقترب منتصف الليل. ظنّ أنها هواجس، أو ربما أصوات الرياح التي تتسلل بين النوافذ القديمة. لكن الأصوات كانت تحمل كلمات غير مفهومة، تتحدث عن “البقاء” و”الدماء”. تسللت القشعريرة إلى جسده، فحاول تجاهل الأمر، وأقنع نفسه بأنه مجرد تخيلات.
في الليلة الثانية، ازداد الوضع غرابة. بدأت الظلال تتحرك في زوايا الغرف، وكأن شيئًا ما كان يراقبه من بعيد. كانت هناك صورة قديمة معلّقة على الحائط، تظهر عائلة صغيرة بوجوه غير واضحة، كأنها ممحوّة بفعل الزمن. عندما اقترب منها سامر، لاحظ أن وجوه الأشخاص في الصورة تغيرت ملامحهم ببطء، وأصبحت تشبه ملامحه.
الليالي التالية كانت أشد غموضًا؛ بدأ يسمع طرقات على الأبواب والجدران، كأنها محاولات لفتح شيء مغلق منذ زمن. ثم جاءت الليلة التي اقتحمت فيها الأصوات المكان كأنها تنبض داخله. كل شيء في المنزل بدأ يتفاعل كأنه حي. الجدران بدت كأنها تتنفس، تقترب من سامر لتحتويه، ليشعر بثقل يضغط عليه ويكاد يختنق.
في أحد الأيام، قرر سامر البحث عن صاحب المنزل ليسأله عن سر هذا المكان. لكن صاحب المنزل لم يكن موجودًا، بل كان مختفيًا كأن الأرض ابتلعته. بعد عودته إلى المنزل، وجد مذكرة قديمة مدفونة تحت أحد الألواح، كانت مكتوبة بلغة غريبة، لكن كلمات بسيطة فيها كانت تُقرأ: “من يسكن هذا المكان، يسكنه الموت ذاته”.
كان سامر على حافة الجنون، لكن شيئًا ما دفعه للبقاء، كأن قوة خفية تشده نحو النهاية. ذات ليلة عاصفة، رأى شبح رجل يقترب منه، وكان الرجل مغطى بالدماء. نظر إليه الشبح بعيون خاوية، وقال بصوت متقطع: “نحن محبوسون هنا، وكُل من يسكن المكان ينضم إلينا”.
أصبح سامر مُحاصرًا بين الجدران الحية والأصوات التي تتسلل إلى ذهنه. وفي لحظة من اليأس، فتح بابًا صغيرًا مخفيًا في زاوية الغرفة، ليكتشف ممرًا طويلًا مظلمًا يقوده إلى سرداب عميق. داخل السرداب، وجد بقايا بشرية، عظام وجماجم مكدسة، ورسومات قديمة على الجدران تروي قصصًا عن أرواح معذبة ومحبوسة في المنزل.
كانت النهاية مروّعة؛ اكتشف سامر أنه لن يغادر أبدًا، فكل من دخل هذا المنزل أصبح جزءًا من لعنته الأبدية، ليختفي في النهاية داخل جدرانه، ويصبح واحدًا من الأشباح التي تسكن المكان، منتظرًا الزائر القادم.
النهاية
انتهت القصة
نتمنى أنكم استمتعتم بقراءة القصة. اذا لديكم قصص وترغبون بمشاركتها معنا ، تواصلوا معنا عبر بريد الموقع info@qesass.net.
إدارة موقع قصص