قصة سفراء الزمن ج3 والأخير
اهلا وسهلا بكم متابعي موقع قصص
لقد اضفنا اليوم الجزء الثالث من قصة سفراء الزمن
استمتعوا!
تنويه
يرجى ملاحظة أن الجزء الأول والثاني من هذه القصة ليسا من تأليفنا، ولكن الجزء الثالث تمت كتابته من قبلنا. أخذنا وقتًا لنجد نهاية جميلة ومناسبة للقصة، ونعتذر عن التأخير في تقديم هذا الجزء الختامي. نأمل أن تكون النهاية قد نالت إعجابكم.
بعد أن تسلم أحمد شارة سفير الزمن، شعر بثقل المسؤولية يتضاعف. أسامة ابتسم له وقال: “الآن، أصبحت واحداً منا. استعد للمرحلة التالية، لأن حياتك لن تكون كما كانت من قبل.”
تردد أحمد للحظة، لكنه سرعان ما تمالك نفسه. كانت فكرة السفر عبر الزمن تأسره، لكنه كان يعلم أن هذه ليست مجرد مغامرة ممتعة، بل حربًا ضد قوى شريرة قد تفسد المستقبل.
أسامة قاده إلى غرفة صغيرة جانبية، حيث كان هناك جهاز زمني جديد، يشبه كرة زجاجية تحيطها حلقات معدنية تدور حولها. أسامة أشار إلى الجهاز وقال: “هذا هو مفتاح رحلتك القادمة. سنسافر إلى الماضي، إلى عام 2050.”
أحمد استغرب: “لكن ألا يعتبر 2050 مستقبلاً من وجهة نظرنا الآن؟”
أسامة ضحك قليلاً وقال: “في هذه الرحلة، ستعرف أن الزمن ليس كما نراه. الحاضر، الماضي، والمستقبل يتداخلون في طرق غامضة. هدفنا الآن هو الذهاب إلى المستقبل لإنقاذ معلومة قد ضاعت في الزمن.”
أحمد بدأ يشعر بالتوتر أكثر، لكنه استعاد شجاعته وسأل: “ما هي تلك المعلومة؟”
أسامة أخذ نفساً عميقاً وقال: “في عام 2050، تم تطوير تقنية تمنع الزعيم وأتباعه من التحكم في الزمن. هذه التقنية مخفية في مكان محدد، وإذا لم نسترجعها، سيسيطرون على الزمن بشكل نهائي.”
أحمد أومأ برأسه، مستوعبًا حجم المهمة. ثم قال: “أنا مستعد.”
أسامة أدخل الإحداثيات الزمنية في الجهاز، وقال: “تمسك جيدًا، فالرحلة الزمنية الأولى دائمًا ما تكون قاسية.”
أضاء الجهاز بشكل مبهر، وسرعان ما أحاط بهما ضوء أبيض ساطع، ثم شعرا بشيء يجذبهما بقوة. اختفى المشهد من حولهما وبدأ الزمن يتلاشى، وكأنهما يعبران خلال نفق لا نهاية له.
***
عندما وصلوا إلى عام 2050، كانت المدينة التي رأوها مدمرة بشكل كبير. ناطحات السحاب متهالكة، والشوارع فارغة. العالم بدا وكأنه خرج من كارثة كبرى. أسامة قال: “لقد وصلنا، لكن يبدو أن الوضع أسوأ مما توقعت.”
أحمد نظر حوله بذهول. سأل: “أين الجميع؟”
أسامة أجاب: “هذا ما يخيفني. من المفترض أن تكون هذه المدينة مكتظة بالحياة، لكن يبدو أن الزعيم نجح في تغيير مجرى الزمن.”
في تلك اللحظة، ظهرت شخصية غامضة من الظلال. كانت ترتدي معطفاً طويلاً وتغطي وجهها بقبعة. الشخصية قالت: “كنتما تنتظرانني؟”
أسامة رفع رأسه بدهشة وقال: “أنت… علي؟”
الشخصية أزاحت القبعة، وكشف عن وجه علي، السفير رقم 13. كان وجهه متعبًا وعيناه مليئتين بالألم. قال بصوت هادئ: “الزعيم أخذ كل شيء. العالم أصبح خرابًا، ولم نعد نستطيع العودة لتصحيحه.”
أحمد شعر بالصدمة وسأل: “هل هذا هو المستقبل الذي كنا نحاول منعه؟”
علي نظر إليهما وقال: “ليس بعد، لا يزال لدينا فرصة واحدة. التقنية التي جئتما من أجلها… إنها موجودة هنا.”
أخرج من جيبه قطعة معدنية صغيرة، وقدمها لأحمد. قال: “هذه هي المفتاح. باستخدام هذه التقنية، يمكننا إعادة الزمن إلى مساره الصحيح، ولكن سيكون الثمن باهظًا.”
أسامة سأل بقلق: “ما هو الثمن؟”
علي أغمض عينيه وقال: “سيتعين عليكم التضحية بذاكرتكم بالكامل. ستعودون إلى أزمانكم الأصلية، ولكنكم لن تتذكروا أي شيء عن هذه الحرب أو عن السفر عبر الزمن.”
أحمد شعر بصدمة كبيرة، لكنه أدرك أن هذه هي الفرصة الوحيدة لإنقاذ العالم. نظر إلى أسامة وقال: “ما رأيك؟”
أسامة ابتسم وقال: “إنها التضحية الكبرى. إذا كان هذا ما يتطلبه الأمر لإنقاذ الزمن، فسأفعلها بكل سرور.”
أحمد نظر إلى القطعة المعدنية في يده، ثم أومأ برأسه وقال: “أنا موافق.”
علي قدم لهم التعليمات النهائية حول كيفية تشغيل التقنية. جلسوا بجانب الجهاز الزمني، مستعدين لتشغيله. قبل أن يبدأوا، قال علي: “تذكروا أنكم أبطال، حتى لو نسيتم ذلك.”
ثم ضغط أحمد على الزر الأخير.
***
استيقظ أحمد في غرفته ، عام 2023. نظر حوله، كانت حياته طبيعية، كل شيء كما كان. لكنه شعر بشيء غريب في داخله، شعور بأنه نسي شيئًا مهمًا للغاية.
خرج من غرفته ورأى الشمس تشرق على المدينة. الحياة كانت تسير بشكل طبيعي، لكنه لم يكن يعلم أنه بفضل تضحيته وتضحية السفراء عبر الزمن، تم إنقاذ العالم.