اهلا وسهلا بكم متابعي موقع قصص
 لقد اضفنا اليوم قصة جديدة
 استمتعوا!

هذه القصة من حصريات موقع قصص

الساعة تشير إلى منتصف الليل. المدينة غارقة في سكون قاتم لا يكسره سوى أضواء الشوارع المتناثرة. الضابط سامي يجلس في مكتبه، مستعرضًا ملفات قضايا أُغلقت دون حل، عاقدًا حاجبيه بينما يحاول استرجاع تفاصيل لم يعد يتذكرها جيدًا. فجأة، يرن الهاتف. ينظر إليه بريبة، فالوقت متأخر والمكالمات عادة لا تأتي في هذا الوقت. يمد يده بتردد ويرفع السماعة.

“سامي…” صوت بارد ينطق باسمه، يتسرب إلى أعماقه كالثلج.

“من؟” سأل سامي وهو يشعر بتيار غير مريح يمر عبر جسده.

“الوقت ليس مناسبًا لطرح الأسئلة، أليس كذلك؟” أجابه الصوت بنبرة ساخرة، ثم أكمل: “أنت تفتش في الماضي، لكن الماضي لم يرحل. ما زلت تبحث عن الإجابات؟”

يرتجف سامي للحظة، كيف يعرف هذا الغريب ما يفعله؟ وكيف وصل إليه بهذه السرعة؟ قبل أن يتمكن من الرد، يستمر الصوت المجهول: “اذهب إلى حديقة المدينة، بجوار الشجرة الكبيرة. ستجد شيئًا يجعلك تتساءل عن كل شيء.”

تتوقف المكالمة بشكل مفاجئ، ليترك سامي في صمت مرعب. يتردد للحظة، لكن فضوله يجبره على التحرك. يرتدي معطفه، يمسك بمسدسه، ويتجه إلى العنوان المذكور.

في الحديقة، لم يكن هناك أحد سوى شجرة ضخمة تقف وحيدة تحت سماء ملبدة بالغيوم. يقترب سامي ببطء، يدور حول الشجرة، ليجد تحتها حقيبة صغيرة. يفتحها بحذر ليكتشف شيئًا لم يكن مستعدًا له: صورًا قديمة له… ولكنها لم تكن صورًا عادية. إنها صور له وهو طفل، يقف بجوار رجل غريب الوجه.

من هو هذا الرجل؟ لماذا لم يتذكر سامي هذه اللحظة؟

يعود إلى منزله متسائلًا، وعلى مكتبه تبدأ مكالمات أخرى تتوالى. الشخص المجهول يظهر معرفة غريبة بحياته، وحتى بأسراره التي لم يشاركها مع أحد. مرة يذكر له تفاصيل حادثة سابقة تم تصنيفها على أنها حادث، ومرة أخرى يتحدث عن أمه المتوفاة بطريقة غامضة. ومع كل مكالمة، يزداد الضغط على سامي، ويزداد إحساسه بأن هناك شيئًا أعمق يتربص في الظل.

تستمر المكالمات، وفي كل مرة يأخذه المجهول إلى موقع جديد يحتوي على أدلة مرتبطة بقضايا قديمة كان سامي يظن أنها انتهت. يبدأ سامي في إعادة التحقيق، لكن كلما اقترب من الحقيقة، تزداد الأمور غرابة. في إحدى المرات، يذهب إلى مبنى مهجور حسب تعليمات الصوت، ليجد غرفة مليئة بالصور القديمة لمجرمين توفوا منذ سنوات. وفي زاوية الغرفة، يجد صندوقًا صغيرًا يحتوي على رسالة بخط يد والده الراحل.

تبدأ الشكوك تتسلل إلى عقله. هل يعرف هذا الشخص المجهول عائلته؟ هل كان والده متورطًا في شيء لم يكن يعلم عنه؟ كل هذه الأسئلة تعصف بعقله بينما يزداد الضغط من كل اتجاه.

ذات ليلة، يتلقى سامي مكالمة أخرى، ولكن هذه المرة الصوت مختلف، أكثر حدة وأقل سخرية. “أنت قريب من النهاية، سامي. لكن كن حذرًا، لأن الإجابة التي تبحث عنها ستغير كل شيء. قابلني في المستودع القديم على أطراف المدينة. سننهي هذا الأمر الليلة.”

يتوجه سامي إلى الموقع المحدد، والقلب يسبق خطواته، بينما عقله مليء بالأسئلة. عندما يصل، يجد المستودع مضاءً بنور خافت يتسلل من نافذة صغيرة. يدخل ببطء، يتفحص المكان بعينيه، ليجد رجلًا يقف في الزاوية، بملامح غير واضحة.

“من أنت؟” سأل سامي بصوت جاف.

ابتسم الرجل بخبث. “أنا ماضيك، سامي. أنا الحقيقة التي حاولتَ نسيانها. والآن حان الوقت لتواجهها.”

بلمحة خاطفة، تتضح الأمور. الرجل أمامه هو شقيقه التوأم الذي اختفى في ظروف غامضة قبل سنوات. والداهما أخفيا الحقيقة عنه، مدعين أنه توفي في حادث. الشقيق المختفي لم يمت، بل تم تجنيده من قبل منظمة سرية لتغطية جرائم ضخمة. والآن، عاد لينتقم ويكشف كل شيء.

قبل أن يعي سامي ما يجري، يدور عراك بينه وبين شقيقه، ويكتشف أن شقيقه كان وراء كل المكالمات الغامضة والأدلة التي قادته إلى هنا. في لحظة الذروة، يفتح الشقيق المختفي قنبلة زمنية كان قد زرعها في مستودع مظلم، مهددًا بتفجير المكان. بينما يتصارع سامي مع أخيه، تنفجر القنبلة فجأة، ملقيةً بهما في ظلام دامس.

عند الفجر، يأتي رجال الشرطة ليجدوا المستودع مدمّرًا بالكامل. لم يُعثر على جثث سامي أو شقيقه، ولكن الرسالة الوحيدة التي عُثر عليها مكتوبة بدماء سامي تقول: “لقد دفعت ثمن البحث عن الحقيقة.”

تظل المدينة تعيش في ظلام العدم، تاركةً أسئلة غير مجابة، وماضٍ ما زال يطاردها حتى اليوم.

 

النهاية

 

انتهت القصة نتمنى انكم استمتعتم بقراءة القصة لا تنسى المشاركة ليستمتع غيرك.
ادارة موقع قصص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *