قصة روبو و هاني
هاني كان طالباً مجتهداً ومبدعاً في الجامعة. كان يدرس الهندسة الميكانيكية، وكان يحلم بأن يصبح مخترعاً مشهوراً. كان يحب أن يصمم ويبني الآلات والروبوتات، ويختبرها في معمله الخاص. كان لديه العديد من الأفكار والمشاريع، لكنه لم يجد من يدعمه أو يشجعه.
في أحد الأيام، سمع عن مسابقة دولية للابتكارات الهندسية، تقام في دبي. كانت المسابقة تستهدف الطلاب والشباب من جميع أنحاء العالم، وتقدم جوائز قيمة وفرص تمويل للمشاريع الفائزة. هاني شعر بالحماس، وقرر أن يشارك في المسابقة.
“هذه فرصتي” قال هاني.
ثم اختار أحد مشاريعه، وهو روبوت صغير يستطيع التحرك على أي سطح، ويستخدم أجهزة استشعار للتفاعل مع البيئة والأشخاص. كان هاني قد اسماه روبو، وكان يعتبره صديقه ومساعده. هاني عمل بجد لإتمام روبو، وجعله جاهزاً للمسابقة. ثم أرسل فيديو يشرح فيه فكرة روبو، وكيفية عمله، والفوائد التي يقدمها.
“أتمنى أن ينال إعجاب اللجنة” قال هاني.
بعد عدة أسابيع، تلقى هاني رسالة بريد إلكتروني من المنظمين. فتحها بتوتر، وقرأ مضمونها. كانت رسالة تهنئة. كان روبو قد تأهل إلى المرحلة النهائية من المسابقة، وكان هاني مدعواً إلى دبي لتقديم روبو أمام لجنة التحكيم والجمهور.
“لا أصدق” قال هاني.
ثم صرخ بفرح، ورقص حول روبو. روبو صفر بسعادة، وأضاء عيناه.
“شكراً يا روبو” قال هاني. “أنت أفضل صديق على الإطلاق.”
ثم اتصل بأهله وأصدقائه، وأخبرهم بالخبر السار. كانوا جميعاً سعداء له، وتمنوا له التوفيق. هاني شعر بالامتنان والفخر. ثم بدأ في التحضير للسفر إلى دبي. حجز تذكرة طيران، وحصل على تأشيرة دخول، وجهز حقيبته وروبو. كان متحمساً للغاية، ولم يستطع النوم في الليل.
“هل أنت جاهز يا روبو؟” قال هاني.
“نعم، أنا جاهز” قال روبو.
“إذاً، هيا بنا” قال هاني.
ثم أخذ روبو، وخرج من المنزل. أخذ سيارة أجرة إلى المطار، وصعد إلى الطائرة. كان رحلته طويلة ومرهقة، لكنه كان سعيداً. كان يتطلع إلى وصوله إلى دبي، ورؤية المدينة الرائعة، والمشاركة في المسابقة.
“أتمنى أن نفوز يا روبو” قال هاني.
“أنا أيضاً” قال روبو.
بعد عدة ساعات، وصل هاني إلى دبي. نزل من الطائرة، وأخذ حقيبته وروبو. ثم توجه إلى مكتب الجوازات، وأظهر جواز سفره وتأشيرته. الضابط نظر إلى هاني، ثم إلى روبو.
“ما هذا؟” سأل الضابط.
“هذا روبو” قال هاني. “إنه مشروعي للمسابقة الدولية للابتكارات الهندسية.”
“أنت مشارك في المسابقة؟” سأل الضابط.
“نعم” قال هاني.
“أنت شجاع” قال الضابط. “المسابقة صعبة جداً. هناك الكثير من المشاركين الموهوبين من جميع أنحاء العالم.”
“أنا أعلم” قال هاني. “ولكن أنا متفائل.”
“حسناً” قال الضابط. “أتمنى لك حظاً سعيداً.”
ثم ختم جواز سفر هاني، وسمح له بالدخول.
“شكراً لك” قال هاني.
ثم أخذ روبو، وخرج من المطار. أخذ سيارة أجرة إلى الفندق الذي حجزه المنظمون له. كان الفندق فخماً وجميلاً، وكان هاني منبهراً بالخدمة والضيافة. دخل إلى غرفته، ووضع حقيبته وروبو. ثم اتصل بالمنظمين، وأخبرهم بوصوله. قالوا له أنهم سيأتون لاستقباله في اليوم التالي، وأنهم سيأخذونه إلى مكان المسابقة.
“شكراً لكم” قال هاني.
ثم استحم، وغير ملابسه، وخرج من الغرفة. أراد أن يستغل الوقت، وأن يزور بعض المعالم السياحية في دبي. كان يسمع كثيراً عن برج خليفة، والنخلة جميرا، والجزيرة العالمية، وغيرها من الأماكن الرائعة. كان يحب أن يراها بعينه.
“هل تريد أن تأتي معي يا روبو؟” قال هاني.
“نعم، أريد” قال روبو.
“حسناً” قال هاني.
ثم أخذ روبو، وذهب إلى الاستقبال. سأل عن أفضل طريقة للتنقل في المدينة. قالوا له أنه يمكنه استخدام المترو، أو الحافلات، أو التاكسيات. هاني اختار المترو، لأنه كان سريعاً ورخيصاً وآمناً. ثم اشترى تذكرة، وصعد إلى المحطة.
“هذا مترو رائع” قال هاني.
“نعم، إنه رائع” قال روبو.
ثم اختار هاني أول وجهة له، وهي برج خليفة. كان برج خليفة أطول مبنى في العالم، وأحد عجائب الدنيا الحديثة. كان هاني متحمساً لرؤية البرج من قرب، ولصعود إلى قمته. ثم نزل من المترو في محطة برج خليفة، واتجه نحو البرج.
“إنه رائع” قال هاني.
“إنه رائع” قال روبو.
ثم دخل هاني إلى البرج، وشرى تذكرة للصعود إلى الطابق 148، وهو أعلى طابق مفتوح للزوار. ثم صعد بالمصعد السريع، ووصل إلى الطابق. خرج من المصعد، ونظر من النافذة. شعر بالدهشة والإعجاب. كان يرى المدينة بأكملها من منظور مختلف. كان يرى البحر والجزر والصحراء والسماء. كان منظر رائع.
“إنه رائع” قال هاني.
“إنه رائع” قال روبو.
ثم التقط هاني بعض الصور مع روبو، واستمتع بالمنظر. ثم نزل من البرج، وذهب إلى مكان آخر. كان يريد أن يزور النخلة جميرا، وهي جزيرة على شكل نخلة، تضم فنادق ومنتجعات وفيلات فاخرة. كان يريد أن يرى كيف صنع الإنسان جزيرة من اللا شيء.
“هذه جزيرة رائعة” قال هاني.
“هذه جزيرة رائعة” قال روبو.
ثم دخل هاني إلى أحد الفنادق، وشاهد الديكورات والخدمات. ثم خرج من الفندق، وأخذ تاكسي إلى مكان آخر. كان يريد أن يزور الجزيرة العالمية، وهي مجموعة من الجزر الصغيرة على شكل خريطة العالم. كان يريد أن يرى كيف صنع الإنسان عالماً جديداً.
“هذه عالم رائع” قال هاني.
“هذه عالم رائع” قال روبو.
ثم استأجر هاني قارباً صغيراً، وتجول حول الجزيرة العالمية. شاهد الجزر المختلفة، التي تحمل أسماء وأشكال الدول. شاهد أيضاً بعض المشاريع السكنية والتجارية التي تقام على الجزر. ثم عاد إلى الميناء، وأعاد القارب.
“هذا كان متعة” قال هاني.
“هذا كان متعة” قال روبو.
ثم نظر هاني إلى ساعته، وشعر بالجوع. قرر أن يأكل شيئاً، قبل أن يعود إلى الفندق. سأل عن أفضل مطعم في المدينة.
قالوا له أن هناك مطعماً رائعاً في برج العرب، وهو فندق على شكل شراع، يقع على جزيرة اصطناعية في البحر. قالوا له أن المطعم يقدم أشهى الأطباق العربية والعالمية، وأنه يوفر إطلالة خلابة على المدينة والبحر.
“هذا يبدو رائعاً” قال هاني.
“هذا يبدو رائعاً” قال روبو.
ثم أخذ هاني تاكسي إلى برج العرب، ودخل إلى المطعم. كان المطعم فاخراً وأنيقاً، وكان الخدم متعاونين وودودين. طلب هاني طبقاً من الكبسة، وهو طبق سعودي من الأرز واللحم والتوابل. طلب أيضاً طبقاً من الحمص، وهو طبق شامي من الحمص والطحينة والزيت والليمون. ثم طلب عصير من البرتقال والجزر.
“هذه وجبة رائعة” قال هاني.
“هذه وجبة رائعة” قال روبو.
ثم تناول هاني طعامه بشهية، واستمتع بالنكهات والروائح. ثم نظر من النافذة، وشاهد المنظر الساحر. كان يرى الشمس تغرب في الأفق، وتلون السماء بألوان الزهور. كان يرى أيضاً الأضواء تضيء في المدينة، وتخلق جواً من السحر والجمال.
“إنه منظر رائع” قال هاني.
“إنه منظر رائع” قال روبو.
ثم انتهى هاني من طعامه، ودفع الحساب. ثم شكر الموظفين على خدمتهم، وخرج من المطعم. ثم أخذ تاكسي إلى الفندق، وصعد إلى غرفته. كان متعباً جداً، لكنه كان سعيداً. كان قد قضى يوماً ممتعاً في دبي، وكان يتطلع إلى يوم آخر.
“هذا كان يوم رائع” قال هاني.
“هذا كان يوم رائع” قال روبو.
ثم استحم هاني، وارتدى ملابس نومه. ثم أغلق الأضواء، وأطفأ روبو. ثم انزلق إلى سريره، وغطى نفسه بالغطاء. ثم أغلق عينيه، ونام بسلام.
“تصبح على خير يا روبو.
في اليوم التالي التقى هاني بالمرشده ووصله الى مكان المسابقة واعلنوا عن الفائز وهو هاني وقد اصبح افضل مخترع في التاريخ.