قصة رحلة البحث عن الذات
اهلا وسهلا بكم متابعي موقع قصص
لقد اضفنا اليوم قصة جديدة
استمتعوا!
هذه القصة من حصريات موقع قصص
في بلدة صغيرة تحيط بها جبال شاهقة ووديان هادئة، عاش أحمد، شاب في السابعة عشرة من عمره. كان معروفًا بابتسامته الدائمة وتفانيه في إرضاء الجميع. كان يوافق على كل ما يُطلب منه، حتى وإن كان ذلك على حساب راحته أو أحلامه. أصدقاؤه وأفراد عائلته كانوا يعتبرونه “مثاليًا”، لكنه كان يشعر أن هذه المثالية ليست سوى قناع يخفي به ضياعه الداخلي.
في يوم من الأيام، بينما كان يجلس بجانب نافذة غرفته يتأمل الغيوم، قرر أحمد أن يغير مسار حياته. أراد أن يكتشف من هو حقًا بعيدًا عن آراء الآخرين وتوقعاتهم. استعار دراجة هوائية من صديقه المفضل، جمع حقيبة صغيرة تحوي كتابًا، دفترًا، وزجاجة ماء، وانطلق في رحلة عبر الريف، بلا خطة واضحة سوى الرغبة في الهروب.
اللقاء الأول
خلال اليوم الأول، توقف عند كوخ خشبي صغير يملكه رجل عجوز يُدعى سالم. دعاه سالم للدخول وقدم له كوبًا من الشاي. تحدثا عن الرحلات والبحث عن الذات، وقال سالم:
“يا بني، الحياة ليست سباقًا لإرضاء الآخرين، بل هي اكتشاف المعنى الذي يرضي قلبك.”
ترك سالم في نفس أحمد انطباعًا عميقًا، وكتب أحمد تلك الكلمات في دفتره.
العبرة في الزرع
في اليوم الثالث، عبر أحمد حقولًا شاسعة حيث التقى بمزارع يدعى خالد. كان خالد يعتني بشتلة صغيرة بحب وصبر. عندما سأله أحمد عن السبب، أجاب خالد:
“هذه الشتلة الصغيرة قد تبدو عديمة الفائدة الآن، لكنها يومًا ما ستمنح الظل والثمر. كذلك نحن، خطواتنا الصغيرة اليوم هي ما تبني حياتنا غدًا.”
أدرك أحمد أن التغيير الحقيقي يحتاج إلى وقت وصبر، ودوّن ذلك أيضًا في دفتره.
الاكتشاف الأخير
بعد أسبوع من السفر، وجد أحمد نفسه على قمة جبل يطل على مدينته. جلس هناك لساعات يتأمل المشهد، واستوعب أن البحث عن ذاته لا يعني الهروب من الآخرين، بل فهم ما يريده من حياته. قرر أن يتوقف عن محاولة إرضاء الجميع وأن يبدأ في عيش حياة صادقة مع نفسه.
عندما عاد إلى البلدة، لم يعد أحمد كما كان. أصبح شابًا يعرف حدوده، وأهدافه، وكيفية التعبير عن رأيه بوضوح. رغم أن بعض الأشخاص لم يتقبلوا تغييره في البداية، إلا أنه شعر بالرضا الحقيقي لأول مرة.
كتب في دفتره:
“لا بأس بأن تكون محبوبًا، لكن الأفضل أن تكون صادقًا.”
العبرة من القصة:
الرضا الحقيقي لا يأتي من محاولة إرضاء الآخرين على حساب نفسك، بل من اكتشاف ذاتك الحقيقية والسعي لتحقيق ما ينسجم مع أحلامك وأهدافك. الحياة ليست سباقًا لإثبات نفسك للآخرين، بل رحلة لفهم قيمتك ومعرفة ما يجعلك سعيدًا وصادقًا مع نفسك.
النهاية
انتهت القصة
نتمنى أنكم استمتعتم بقراءة القصة. اذا لديكم قصص وترغبون بمشاركتها معنا ، تواصلوا معنا عبر بريد الموقع info@qesass.net.
إدارة موقع قصص