قصة رحلة إلى كوكب الخيال الجزء الثالث
و هنا حدث شيء لم تتوقعه “سلمى ” أبدا ، فلقد تحول جزع الشجرة القديم سريعا إلى شيء غريب لقد تحول إلى شيء يشبه السيارة الصغيرة ولكن بمقعدين فقط ، ومصنوعة من الزجاج , مركبه فضائية صغيرة مصنوعة من الزجاج شديد الشفافية .
وهنا وجدت سلمى نفسها تجلس بداخل تلك السفينة الفضائية الزجاجية ، غريبةالشكل و الملمس فملمسها كحبيبات الرمل الخشنة و كانت المركبة الفضائية صغيرة جدا …لا يوجد بيها إلا مقعدان صغيران جلست هي على أحدهما ، ونظرت بتعجب إلى الجهة الأخرى ، وهنا وجدت مقعد آخر يجلس عليه طفل صغير يبلغ عمره حوالي ست سنوات ويبدو انه قائد المركبة الزجاجية.
فأمامه أجهزة كثيرة و أرقام متعددة و أشياء غريبة، لم تفهم “سلمى “منها شيئا أبدا و هنا نظرت “سلمى”بخوف شديد و حاولت الخروج من تلك الآلة الغريبة، فلم تستطيع لقد كان الباب الوحيد للسفينة مغلق بأحكام و لا يوجد بداخلها أي نوافذ فهي مصنوعة كلها من الزجاج الشفاف .
فكانت تستطيع رؤية كل شيء من خلالها فكانت “سلمى”تري منزلها و الحديقة من خلال زجاج المركبة فقالت “سلمى” : من أنت أيها الصغير و ماذا تفعل هنا بالضبط و ما هذه الآلة الغريبة هل هي سفينة فضاء ؟
وهنا أبتسم الطفل الصغير و أدار بعض الأزرار في المركبة ، أصدرت السفينة صوت غريب كصوت محرك السيارة و أضاءت مصابيحها الكثيرة ،فأصبحت كأنها قطعه من الشمس المنيرة ثم انطلقت بسرعة كبيرة ..تفوق سرعة الضوء وهنا رد الطفل الصغير على “سلمى “قائلا: لا تخافين يا “سلمى” فكل شيء بخير ونحن في طريقنا الآن لكوكب الظلال كوكبي الجميل .
فنظرت “سلمى” حولها برعب ثم صرخت بقوة قائله : ماذا تقول أيها الفتى ، أوقف تلك الآلة الغريبة بسرعة، فأنا أريد العودة إلى أمي و أسرتي أرجوك أنزلني من تلك المركبة الفضائية الآن أريد العودة إلى أرضى و إلى بيتي والى أهلي و أسرتي والى كوكب الأرض الآن.
و هنا تبسم الصغير قائلا: لا تبكي يا سلمى فأنت لا تستطيعين العودة ، لآن إلى دارك في كوكب الأرض و لكن سأعيدك إلى كوكبك ، بعد أن تساعدين كوكبي الصغير كوكب الظلال الجميل ، لتتعلمين كيف تساعدين الآخرين و تحافظين على نظافة المكان من حولك أيتها الفتاة الكبيرة الكسولة .
فقالت “سلمى”: و لماذا أنا يا صغير فرد عليها قائلا: لأنك الأكثر كسلا في هذا الكوكب يا “سلمى” ، و ترفضين مساعدة الآخرين على كوكبك حتى أمك أيتها الفتاة ، ترفضين مساعدتها ألا تعلمين أن من أطاع أمة دخل الجنة ، وأنت لم تحاولين مساعدتها أبدا و هي مريضه بشدة و تحتاج لذلك.
و هنا شعرت سلمى بالندم و الحزن على ما كانت تفعل مع أمها و تمنت أن تعود إلى بيتها مرة أخرى لتقبل يد والدتها و تطلب منها أن تسامحها،و تساعدها في كل شيء، و هنا حاولت “سلمى” أن تقول شيء أن تطلب من الصغير أن يتركها ترحل و لكنها سكتت عن الكلام و شعرت أنها تستحق ذلك العقاب.
لتتعلم كيف تطيع والديها و تساعد أمها و رضت بقضاء الله ثم قالت بحزن : سأذهب معك أيها الصغير ،لأرى كوكبك الغريب كوكب الظلال و لنرى ماذا استطيع تقديمه لكوكبك البعيد حتى أعود إلى أمي و أطلب عفوها و رضاها .
فرد عليها الطفل الصغير قائلا: و أنا أعدك يا “سلمى “أن أتركك تعودي إلى منزلك بعد أن تساعدين كوكبي الجميل و تساءلت “سلمى” قائلة: ما اسمك أيها الصغير ، فرد عليها قائلا :اسمي الأمير “منيمار” ابن زعيم كوكب الظلال الملك “هنشتار”العظيم و أنا لست صغير يا “سلمى” فسوف أصبح ملك وزعيم كوكبي بعد أن أدي تلك المهمة بنجاح و أوصلك بسلام إلى أرض كوكبي الجميل .
فتعجبت “سلمى “من هذه الأسماء العجيبة “منيمار” و”هنشتار”ثم قالت في نفسها : هل سيصبح ذلك الصغير الملك فهل هذا الكوكب كوكب للصغار فقط ؟
ثم نظرت بتعجب إلى ما حولها فلقد كانت المركبة الفضائية تسيربسرعة فائقة وسط الفضاء الواسع و كانت المركبة مصنوعة من الزجاج شديد الشفافية ، فكانت ترى كل شيء من حولها ، و كأنها جزء منه فأخذت تتأمل تلك المناظر البديعة التي لم ترى مثلها على كوكبها… كوكب الأرض فهذه حيوانات غريبة, و تلك أشجار عائمة على سطح الماء و سيارات طائرة تسير في صفوف بانتظام غريب، كائنات غريبة تنظر لها بتعجب و مركبات فضائية طائرة في الفضاء من حولها .
و هنا سمعت صوت فرقعه عاليه تأتى من خلف المركبة و دخان أخضر كثيف يتصاعد من خلف المركبة فنظرت برعب إلى” منيمار” الذي كان يحاول أصلاح ما أمامه من أشياء كثيرة و تسارعت الأرقام بقوة و أزداد الدخان كثافة .
اقرأ الأجزاء التي فاتتك