لاحظت أم مدى حب ابنتها الصغيرة للرسم ولاسيما رسم الشخصيات الكرتونية، كانت تمتلك موهبة مميزة في ذلك، وعلى الرغم من ذلك إلا إنها كانت عنيدة للغاية و تستمع لأمر واحد من والدتها.

فقررت والدتها أن تستغل حب صغيرتها للرسم في تعليمها محاسن الأخلاق التي تريدها، وأول شيء قامت برسم قصة صغيرة للغاية عن قيمة الصدق، أول خلق أرادت أن تغرسه في ابنتها الصغيرة..

فرسمت الأم الذكية عصفورة صغيرة على غصن شجرة، وابنتها العصفورة الصغيرة جدا بداخل العش، وكانت تروي لها قصة شيقة عن العصفورة التي كانت تخرج في كل صباح باكرا لتجمع الحبوب لابنتها، وكانت بكل صباح تحذرها ألا تترك العش خوفا عليها من المخاطر، في البداية كانت العصفورة الابنة تسمع كلام والدتها ولا تكسر كلماتها حتى جاء اليوم الذي خرجت فيه العصفورة الصغيرة ولم تلقي لكلام والدتها بالا.

وعادت العصفورة الصغيرة قبل عودة والدتها، وكذبت عليها حين سألتها هل خرجتِ اليوم من العش؟!، وكان هنالك صقر قد رأى العش وحدد مكانه بسبب الصغيرة، وفي اليوم التالي هجم على العش وكاد أن يلتقط والدتها التي دافعت عنها بكل ما أوتيت من قوة.

اعترفت الصغيرة لوالدتها بأنها خرجت من العش، ومن هنا فهمت والدتها سبب هجوم الصقر على العش، لم تعاقب صغيرتها لصدقها على الرغم من كذبها في البداية إلا إنها أصلحت خطأها واعترفت بذنبها، في الحال قررت العصفورة أن تترك عشها وتذهب وتبني غيره.

وما إن انتهت من عشها أخذت على صغيرتها عهدا ألا تترك العش دونها مرة أخرى، عاشت العصفورة الأم وصغيرتها في سعادة وهناء حتى كبرت ابنتها وتعلمت التحليق على الأغصان بجناحيها.

كانت ابنتها سعيدة للغاية بالرسومات وبالقصة نفسها، ومن كثرة اندماجها في القصة قالت لوالدتها: “ماما.. أريد أن أعترف لك باعتراف!”

تعجبت والدتها وقالت: “تفضلي يا حبيبتي الصغيرة”.

قالت الصغيرة: “لقد خرجت من المنزل وذهبت للقالة واشتريت شكولاتة دون أن أخبركِ، ولكني لن أفعل هذا مجددا”.

فرحت الأم كثيرا حيث أن أسلوبها بات نافعا للغاية وأتى بثماره من أول مرة، أعطت ابنته شكولاتة كمكافأة لها على صدقها معها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *