قصة جدتي سعاد وهاتف أختي مريم
دوما جدتي سعاد تحكي لنا القصص والحكايات الجميلة ، ونستمع لها أنا واخي مروان بسعادة كبيرة ، ولكن أختي مريم لا تحب قصص جدتي أبدا وتحب اللعب على هاتفها الجوال طوال اليوم ، الكثير من الالعاب تلعبها مريم أختي ولا تفعل شيء أخر سوى اللعب على هاتفها فقط ، حتى إنها ترفض مساعدة أمي في إعداد الطعام وفي عمل أي شيء بالمنزل ، وكنت أنظف أنا لها غرفتها وأرتب فراشها ، لأننا في نفس الغرفة وأنا لا أحب أن يكون المكان الذي أجلس فيه متسخ هكذا وغير نظيف .
كانت أمي حزيه جدا على مريم وحتى جدتي وأبي ، وأنا كنت أتضايق من تصرفاتها وعدم أهتمامها بنظافة الغرفة ، ولكن مريم لم تستمع لاحد ابدا غير نفسها وفي يوم من الأيام ، اشتكت مريم من تعب في عينيها ويديها كانت لا تستطيع تحريك أصابع يديها ولا تستطيع فتح عينيها ، ولا ترى جيدا ، اخذها أبي إلى الطبيب الذي أخبر أبي بأن مريم نظرها قد ضعف كثيرا ، ولابد من أن تضع نظارة طبيه على عينيها لترى جيدا وهذا من كثرة مشاهدة التلفاز والكمبيوتر والهاتف لأنهم يخرجون أشعة ضارة جدا أثرت على قدرة الإبصار لديها ، وقال طبيب العظام بأن أصابع أختي قد تعبت من اللعب وكثرة استخدام الكومبيوتر والهاتف بسبب الأشعة الضارة التى تخرج منهم ، وحذرها الطبيب من كثرة استخدامهم وقالوا لها ألا تستخدمهم لمدة شهر كامل ، وجلست أختى مريم حزينه جدا .
فذهبت لها جدتي سعاد وقالت لها لا تحزني يا مريم فهناك الكثير من الأمور التي تستطيعين فعلها ، فلا تحزني يا حفيدتي ، فقالت مريم : وما هي تلك الأشياء يا جدي التي أستطيع فعلها ، فأنا لا أحب سوى اللعب على الهاتف الجوال والكمبيوتر ، قالت الجدة ، يا مريم هناك الكثير من الأشياء تستطيعين فعلها تعالي معي ، أخذتها جدتي للحديقة وقالت لها ، أنظري لتلك الحديقة تستطيعين الأعتناء بها ، انظرى إلى المطبخ تستطيعين تعلم صنع الاشياء والحلوى الجميله مع والدتك ، تعالي ونستطيع فعل الكير من الأشياء بأوراق الكرتون كما نفعل مع مروان وسلمى أنظري ماذا فعلنا ، وكانت سلمى ومروان يصنعان الاشياء الجميلة من الزجاجات البلاستيك ويصنعون الاطارات للوحات الجميلة التي يرسمونها ، ويضعون الازهار الملونه في بعض الزهريات التي صنعوها من الزجاجات للمياة الغازية ، نظرت مريم بدهشة وانبهار وقالت :هل كل تلك الأشياء الجميلة صنعها مروان وسلمى يا جدتي .
ردت الجدة نعم يا مريم ، وغدا سوف يقومان بعمل معرض لبيع منتجاتهم في المدرسة وسوف يتبرعون بثمنها للفقراء والمساكين ، واشتركوا هم وبعض زملائهم في المدرسة فهناك الكثير من الفقراء والمرضى يحتاجون للمساعدة ، شعرت بالحزن على ما كانت تفعل لقد كانت لا تهتم سوى بنفسها فقط وهاتفها ، ولكنها اليوم تعلمت الدرس وطلبت من الجدة ان تساعدهم ووافقت الجدة وهي سعيدة ، واخذت مريم تساعدهم وصنعت الاشياء الفنيه الجميلة وقاموا ببيعها في معرض المدرسة ، واخذوا ثمنها وتبرعوا بيه للفقراء والمساكين وشعرت مريم بالسعادة لما قامت به وعرفت اهمية الوقت الذي تستطيع تقضيته في الاعمال النافعة والمفيدة .