قصة جبر الخواطر
في إحدى رحلات طيرانه كان عائدا، وكانت تجلس بجانبه امرأة مسنة بسيطة الفكر، وقد تبين كل هذا من خلال ملبسها وطريقة حديثها مع المضيفة التي كانت لتوها تقدم لنا وجبة الطعام.
كان الطعام يحوي قطعة حلوى بيضاء اللون، لاحظ الرجل صادق العهد بربه مخلص القلب أن المرأة المسنة أول شيء فعلته أنها أمسكت بقطعة خبز وأرادت أن تأكل قطعة الحلوى البيضاء ظنا منها بأنها قطعة جبن، وعندما وجدتها حلوى شعرت بالإحراج الشديد.
نظرت للرجل الذي بجانبها ولكنه تظاهر بأنه لم يرى شيئا مما فعلته، وبعدها بقليل من الوقت قام بفتح قطعة الحلوى وأمسك بقطعة خبز وحول أكل جزء من الحلوى بها، ضحكت في هذه اللحظة المرأة المسنة.
فسألها الرجل: “لماذا تخبريني أنها حلوى، لقد ظننتها جبنة”.
فقالت المرأة المسنة: “حتى أنني ظننتها في البداية قطعة جبنة مثلك”.
العبرة والحكمة من القصة:
جبر الخواطر من أسمى العبادات التي يحبها الله ورسوله الكريم، إن الرجل كان يعلم أنها حلوى وليست بجبنة، ويدرك أنها رحلة ستستغرق قليل من الوقت وتنتهي، ويدرك أنها امرأة مسنة بسيطة للغاية، ولكنه آثر جبر خاطرها ومراعاة مشاعرها.