بقلم د منى حارس محمد

كان يا مكان في قديم الزمان ، في تلك الغابة البعيدة المليئة بالحيوانات الكثيرة والكبيرة والصغيرة ، والأزهار الرائعة الزاهية الأحمر والأصفر والأبيض ، المحاطة بالكثير من الأشجار والنخيل ، كانت الحيوانات الكثيرة الصغيرة والكبيرة الضخمة والصغيرة ، كانت كل الحيوانات  تعيش في سعادة كبيرة وفي حب وتناغم كبير ، كانت الكثير من الحيوانات تعيش  في مجموعات من نفس النوع والفصيلة ، حتى تحمي نفسها من الحيوانات المتوحشة والمفترسة التي دوما تحاول افتراسها ، و تهجم عليها حتى تلتهما ، فالنمور والاسود والضباع والفهود والذئاب تلتهم الحيوانات المختلفة والصغيرة من الغابة .

كان قطيع الغزلان يشعر بالقلق الكبير ، فكل يوم يهجم احد النمور الجائعة وتلتهم صغار الغزلان ، التي لا تستطيع الركض مسرعه ، وهنا فكرت الغزلان في عمل شيء لحماية نفسها من الحيوانات المفترسة ، قررت الغزلان بناء منزل كبير جدا ، وبناء حوله سور عالي  من الاشجار ، لحماية  نفسها من الحيوانات المفترسه ، وحماية اطفالها الصغار ، فقال كبير الغزلان  وهو ينظر لقطيع الغزلان بحزن كبير ، فلقد اكلت الضباع صغار الغزلان امس ليلا وكانت الغزلان حزينة على صغارها بشدة ، قال كبير القطيع سنجمع اغصان الأشجار وجريدة النخل أيتها الغزلان ،  ونبنى لنا بيتا ونحيطة  بسور عاليا جدا  لا يستطيع ، أحد أن يتسلقه من الحيوانات المفترسه ليلا ونقوم بحراسته |، فلن يستطيع أحد افتراسنا من الحيوانات المتوحشة  ، وهنا قال احد الغزلان بصوت عالي واضح : فكرة رائعة جدا و جميلة ومفيدة وسوف تحمينا ايضا من الكثير من المخاطر ،  فلقد افترس الثعلب زمهار امس احد ابنائي ، ورد غزال اخر سوف اقوم برسم  علامة حتى نبني السور من فوقها فلا نخطىء في شيء  .

فقالت الغزالة غزولة الطيبة ،يا غزلان  أعرف مكان يوجد فيه الكثير والكثير من الاغصان الجافة والاشجار المقطوعة الكثيرة  ، ولا احد يعرف المكان  غيري فاذهب اليه كل يوم للاختباء فيه من الاسد الشرير ، ساخبركم عن مكانه ونحضر منه الاخصان والكثير من الاخشاب  ، وردت البومة وكانت تجلس فوق الشجرة تستمع لهم ، ايتها الغزلان انا اعرف مكان مناسب جدا ومحاط بالكثير من الاشجار كما انه بعيدا عن الحيوانات المفترسة والمتوحشة لا تخافون ، وقريب من نبع الماء وليس بعيد عن باقي الحيوانات .

فرحت الغزلان بكلام البومة ومساعدتها لهم ،  فهم يريدون الامان والعيش بسلام وفي حماية فهذا حقهم وبتعاونهم مع بعضهم البعض سوف يحققون ذلك بلا شك ، دلتهم البومة على المكان الجميل وفرحت به الغزلان لانه كان واسع وفيه مرعى للحشائش لذيذ .

تجمعت الغزلان وبنت السور الضخم حول المكان الذي اخبرتهم به البومة ، ووضعوا الكثير من الاشجار والاخشاب الجافة، وقالت البومة الحكيمة ، انتم تحرسوننا نهار ايتها الغزلان ونحن نحرسكم ليلا عندما تنامون فنحن نرى في الليل ، بينما انتم ترون افضل بالنهار ، وهكذا اجتمع الجميع على حماية انفسهم ، فكانت الغزلان تحرس البيت نهارا ، وفي الليل تقف البوم على الاشجار لتحرسه من الاعداء ، وعاشوا في سعادة وهناء بسبب تعاونهم مع بعضهم البعض ، فلم يستطيع اي حيوان مفترس الاقتراب منهم لا نهارا ولا ليلا ، وكانت تلك ثمرة التعاون بين الاصدقاء وحبهم لمساعدة بعضهم البعض .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *