قصة برمجة الموت
اهلا وسهلا بكم متابعي موقع قصص
لقد اضفنا اليوم قصة جديدة
استمتعوا!
هذه القصة من حصريات موقع قصص
في قلب مدينة “نيولايت”، حيث تعتمد الحياة بالكامل على التكنولوجيا، كانت المباني تلمع كالنجوم والسيارات تتحرك دون سائق، والإنسان يُجري يومه معتمدًا على أنظمة ذكية تدير كل شيء. في هذه المدينة المتقدمة، عاش “أكرم”، شاب عبقري في مجال البرمجة، يعمل في شركة “تكنومكس”، الشركة التي تدير التطبيق المركزي للتحكم بالبنية التحتية للمدينة، والمعروف باسم “ماستركود”.
كان أكرم شخصًا منطويًا، يفضل قضاء وقته خلف الشاشات، يحلل الأكواد ويبتكر حلولًا لأعقد المشاكل. لم يكن يتوقع يومًا أن ذكاءه سيضعه في موقف يجعل حياته وحياة الآخرين في خطر.
الاكتشاف
في إحدى الليالي الممطرة، وبينما كان أكرم يعمل في مكتبه، لاحظ شذوذًا في نظام “ماستركود”. أرقام غير متناسقة تظهر، وكود غريب يحاول التسلل إلى النظام. بدأ أكرم بتحليل الأمر، واكتشف خطأً برمجيًا خطيرًا. هذا الخطأ يسمح لأي طرف خارجي بالسيطرة على المدينة بالكامل: الكهرباء، المياه، وسائل النقل، وحتى أنظمة الطوارئ.
كانت مسؤولية أكرم إصلاح هذا الخطأ، لكنه قرر أولاً التحقق من مصدره. وعند بحثه، اكتشف أن الكود لم يكن خطأً عاديًا، بل كان محاولة اختراق متعمدة، زرعتها جهة مجهولة.
أبلغ مديره بالأمر، لكن الرد كان صادمًا:
“تجاهل الموضوع، نحن سنتعامل معه.”
لم يطمئن أكرم لهذا الرد. كان يعلم أن شيئًا كبيرًا يجري في الخفاء. قرر التحرك بنفسه لإصلاح المشكلة دون انتظار تعليمات الشركة.
التهديد الأول
في صباح اليوم التالي، بينما كان أكرم يجلس في شقته الصغيرة، تلقى رسالة مجهولة على حاسوبه الشخصي.
“نعلم بما فعلت. لا تحاول إصلاح الخطأ، أو سنجعل حياتك جحيمًا.”
تفاجأ أكرم، لكنه اعتبر الرسالة محاولة تخويف عابرة. أغلق جهازه وقرر أن يواصل العمل. لكن في تلك الليلة، وعندما عاد إلى شقته، وجد الباب مفتوحًا. دخل بحذر ليجد المكان مقلوبًا رأسًا على عقب، وعلى طاولة مكتبه صورة لوالدته مع رسالة مكتوب عليها:
“فكر مرتين قبل أن تخطو خطوة أخرى.”
القرار الصعب
لم يكن أكرم يثق بالشرطة؛ كان يعلم أن هذه الجهات غالبًا ما تكون مخترقة من قبل مجموعات إرهابية. كان الخيار الوحيد أمامه هو مواجهة الأمر بنفسه. بدأ في وضع خطة لإصلاح النظام، لكن التهديدات لم تتوقف.
في إحدى الليالي، وبينما كان يعمل على حاسوبه، انقطعت الكهرباء فجأة. عندها ظهر رجل في الظلام، واضعًا مسدسًا على رأسه.
“اسمعني جيدًا، نحن اليد السوداء. لديك ساعتان فقط لتسليمنا الشيفرة التي ستمنحنا السيطرة الكاملة على المدينة، أو سنقتل والدتك.”
حاول أكرم المقاومة، لكن الرجل أظهر له بثًا مباشرًا لوالدته وهي مقيدة ومغلقة العينين. لم يكن أمامه خيار سوى الموافقة، على الأقل لكسب بعض الوقت.
اللعبة الذكية
قرر أكرم تسليمهم شيفرة وهمية. كانت هذه الشيفرة تحتوي على برنامج خفي سيعطل نظامهم بمجرد تشغيله. أخذ أكرم وقته لكتابة الكود، محاولًا جعل الأمور تبدو طبيعية. وبعد ساعتين، أرسل لهم الكود عبر اتصال مشفر.
لكن الإرهابيين لم يكونوا أغبياء. بعد دقائق قليلة، اكتشفوا الخدعة. في تلك اللحظة، بدأت مطاردة شرسة.
المطاردة في المدينة
كانت المدينة أشبه بمتاهة ضخمة. استخدم أكرم مهاراته التقنية لتعطيل كاميرات المراقبة وتغيير مسارات القطارات لإرباك مطارديه. لكنهم كانوا دائمًا خطوة أمامه. في النهاية، وجد نفسه محاصرًا في محطة مهجورة للمترو.
هناك، خطرت لأكرم فكرة جريئة: إذا استطاع الوصول إلى الخوادم الرئيسية لنظام “ماستركود”، يمكنه إعادة ضبط النظام بالكامل، مما يمنع أي شخص من استغلاله.
المواجهة النهائية
تسلل أكرم إلى مقر شركة “تكنومكس”، حيث كانت الخوادم محمية بحراسة مشددة. تمكن من تجاوز الأنظمة الأمنية باستخدام تقنيات اخترعها بنفسه. وعندما وصل إلى غرفة الخوادم، بدأ بتحميل فيروس يحمي النظام.
لكن الإرهابيين لحقوا به. في اللحظة التي أوشك فيها على إتمام العملية، ظهر قائد المجموعة، رجل ذو ملامح صارمة وصوت هادئ يحمل تهديدًا قاتلًا.
“أكرم، أنت ذكي، لكن ليس بما يكفي. سلمنا المفتاح الآن، أو ستشهد موت والدتك أمام عينيك.”
كانت هذه اللحظة الأصعب في حياة أكرم. لكنه حافظ على هدوئه ورد:
“إذا قتلتني الآن، لن تستطيع التحكم بالنظام أبدًا. الكود الذي أدخلته يحتاج إلى تأكيد مني فقط. بدون هذا التأكيد، سينهار كل شيء، وستفشل خطتكم.”
بعد لحظات من التوتر، قرر الإرهابيون التراجع. تم إطلاق سراح والدته، لكن قائد المجموعة همس له:
“هذه ليست النهاية، أكرم. لقد بدأت حربًا لن تستطيع الهروب منها.”
جلس أكرم منهكًا في غرفة الخوادم، ينظر إلى شاشة مليئة بالأكواد. كان يعلم أن هذه ليست نهاية القصة، بل البداية فقط. الآن، أصبح جزءًا من لعبة أكبر مما تخيل، لعبة قد تغير مستقبله… ومستقبل المدينة.
النهاية
انتهت القصة
نتمنى أنكم استمتعتم بقراءة القصة. اذا لديكم قصص وترغبون بمشاركتها معنا ، تواصلوا معنا عبر بريد الموقع info@qesass.net.
إدارة موقع قصص