قصة الوصايا الثلاث
كان يا مكان في قديم الزمان في منطقة بدوية أب يحتضر، كان لدى هذا الأب ثلاث بنات وولد واحد، عندما شعر الرجل بدنو أجله طلب من ابنه الاقتراب ليوصيه، وكانت وصايا الأب لأبنه عجيبة جداً.
قال الأب يا بني أوصيك بثلاث أولا لا تجاور شيخ القبيلة، ثانيا لا تعطي سرك لأى أحد ثالثا لا تزوج أختك لرجل غني، تعجب الولد من وصايا والده لكن الموت سارع قبل أن يستفهم الولد من والده عن سبب هذه الوصايا الثلاث التي تبدو في نظر الولد عجيبة وغير مقنعة.
خرق الوصايا
مر الزمن وكبرت أخوات الشاب وتقدم الخطاب لهن فزوج إحدى اخواته لرجل من أغنياء القبيلة، وزوج الأخرى لرجل فقير من قبيلة أخرى، زوج أخته لرجل غني غير عابئ بوصية والده ولم يكتفي بهذا بل انتقل الشاب للعيش بالقرب من شيخ القبيلة، طمعا منه في اكتساب وده ومنعته.
كان لدى شيخ القبيلة نعامة يحبها وكانت اخت الشاب مريضة وتعاني من آلام مستمرة في عظام ساقها، فقام الشاب بسرقة نعامة شيخ القبيلة وأعطاها لأخته وأخبرها ان تستخرج منها دهن النعام لأنه مفيد في علاج آلام المفاصل، وطلب منها ألا تخبر أحد بأن لديها نعامة لأنه سرقها من بيت شيخ القبيلة.
علم شيخ القبيلة بسرقة نعامته فاشتاط غضبا وذهب إلى إحدى العرافات لتخبره بمن قام بسرقة نعامته، فشيخ القبيلة كان غاضب بشدة ان تجرأ أحد على سرقته والتقليل من هيبته، لكن العرافة كانت لا تعرف أي شئ فهى مجرد نصابة تقتات على جهل الناس، لكن العرافة كانت حادة الذكاء، فنشرت في القبيلة انها تعاني من آلام العظام وتريد شراء دهن النعام بمبلغ كبير، طمعت أخت الشاب في المال وذهبت إلى العرافة وأعطتها دهن النعام، هنا اخبرت العرافة شيخ القبيلة بشأة المرأة فأمر بحبسها.
أمر شيخ القبيلة الرجال باحضار الشاب بعدما قام بالتحقيق معها وعرف أن أخوها هو من احضر لها النعامة، وبعد التحقيق معه أمره شيخ القبيلة باحضار عشر جمال فدية بدلا من النعامة المسروقة وقال له انه لن يفك أسر اختهىحتى يحضر العشر جمال، حينها فقط علم الشاب قيمة نصيحة والده بألا يعطى سره لأحد.
عاد الشاب لمنزله واخذ يفكر كيف سيحصل على العشر جمال فهو لا يملك سوى جملا واحدا،فاتت له فكرة حيث قام بحلق فراء الجمل وتلطيخه ببعض الزيت ليبدو الجمل مريضا وذهب به إلى زوج أخته الغني لكي يشفق عليه ويعطيه العشر جمال، لكن الشاب فور وصوله إلى منطقة زوج اخته الغني ورأى الرجل الغني الجمل الذي يبدو مريضا قام بزجر اخو زوجته انه احضر جمله المريض معه وطلب منه ان يبعده عن بقية الجمال كي لا يصيبهم المرض مثل جمله.
ابعد الشاب الجمل وعاد لزوج اخته وطلب منه ان يساعده وان يعطيه العشر جمال لكن الرجل الغني ادعى الفقر، وطلب منه ان ينصرف ولم يعطه سوء شاة ضعيفة وهزيلة، حزن الشاب حزنا شديدا وعرف قيمة نصيحة والده الثالثة وأنه اخطأ عندما لم ينفز وصايا والده.
ذهب الشاب إلى زوج أخته الفقير وابعد جمله عن باقي الجمال، فتعجب الفقير من صنع الشاب وطلب منه ان يقرب جمله من باقي جمال القبيلة كى يأكل معهم، وبعدما قام الرجل الفقير بضيافة الشاب قال له انه رجل فقير لا يملك العشر جمال لكنه سيطلب من قبيلته ان تساعده فهم أغنى منه، وبالفعل استطاع الرجل الفقير ان يجمع العشر جمال وأعطاهم للشاب الذي عاد بهم إلى شيخ القبيلة.
دفع الشاب العشر جمال إلى شيخ القبيلة وأخرج اخته من محبسها، واخذها وانتقلوا بعيدا عن منزل شيخ القبيلة لكي ينفذ وصية والده الأولى، وعاهد نفسه ألا يخبر سره لاي أحد، أما زوج اخته الغني فقام الشاب باعادة الشاه المريضة له وشكره على عدم مساعدته له واخبره بما فعله معه زوج اخته الفقير.