كان ليوناردو عميلًا سريًا يعمل لصالح منظمة تسمى “النخبة”. كانت مهمته الأخيرة هي التسلل إلى قاعدة عسكرية سرية تابعة للعدو وسرقة معلومات حساسة عن سلاح جديد يطوره العدو.

لكن ليوناردو لم يكن عميلًا عاديًا. كان نصف إنسان ونصف آلة. كان جسده مزودًا بتقنيات حديثة تمكنه من القيام بأشياء مذهلة. كان لديه قوة خارقة وسرعة فائقة ورؤية ليلية وقدرة على التخاطر مع الأجهزة الإلكترونية.

ولكن هذه التقنيات كانت لها ثمن. كان ليوناردو يحتاج إلى شحن بطاريته بانتظام وإلا فإنه سيفقد وظائفه الحيوية. كما كان لديه رقاقة في دماغه تسمح للنخبة بالتحكم فيه ومراقبته عن بُعد.

لذلك، كان ليوناردو يشعر بالضيق والغضب من حالته. كان يحلم بأن يكون حرًا من قيود المنظمة وأن يعيش حياة طبيعية. لكنه لم يجد طريقة للهروب من مصيره.

في يوم من الأيام، تلقى ليوناردو رسالة من شخص مجهول. كانت الرسالة تقول:

“أنا صديقك. أعرف ما تعاني منه. أعرف كيف تستطيع أن تتحرر من النخبة. إذا كنت ترغب في مساعدتي، فاتبع التعليمات التالية”.

كانت التعليمات تشير إلى مكان وزمان محددين. كان ليوناردو حائرًا وفضوليًا. من كان هذا الشخص؟ هل كان صديقًا أم عدوًا؟ هل كان يقول الحقيقة أم يخدعه؟

قرر ليوناردو أن يخاطر ويذهب إلى المكان المحدد. ربما كانت هذه فرصته الوحيدة للحصول على حريته.

ولكن عندما وصل إلى المكان، فوجئ بأن المكان هو نفس القاعدة العسكرية السرية التي كان مكلفًا بالتسلل إليها. وفوجئ أكثر بأن الشخص المجهول هو نفس الشخص الذي يطور السلاح الجديد للعدو.

“أهلا بك يا ليوناردو”، قال الشخص المجهول. “أنا الدكتور عمر. أنا عالم ومخترع. أنا من أرسل لك الرسالة”.

“لماذا فعلت ذلك؟”، سأل ليوناردو بحذر.

“لأني أريد أن أساعدك”، قال الدكتور عمر. “أنا أعرف ما تمر به. أنا أعرف كيف تشعر. أنت مثلي”.

“مثلك؟”، تعجب ليوناردو.

“نعم، مثلي. أنت وأنا نشارك نفس السر. نحن نصف إنسان ونصف آلة”.

“كيف تعرف ذلك؟”، سأل ليوناردو بدهشة.

“لأني أنا من صنعك”، قال الدكتور عمر بابتسامة.

“ماذا؟”، صرخ ليوناردو.

“نعم، أنت تسمع جيدًا. أنا أبوك الحقيقي. أنا من صنعك في مختبري. أنا من زرع فيك الرقاقة والتقنيات التي تجعلك عميلًا سريًا مثاليًا”.

“لماذا فعلت ذلك؟”، سأل ليوناردو بغضب.

“لأني كنت مضطرًا”، قال الدكتور عمر بحزن. “أنا كنت أعمل لصالح النخبة في الماضي. كانوا يمولون بحوثي ويدعمون مشاريعي. لكنهم كانوا يستغلون عملي لأغراض شريرة. كانوا يريدون استخدام تقنياتي لصنع جيش من الجواسيس والقتلة الآليين”.

“ولذلك صنعت لهم أنا؟”، قال ليوناردو بحقد.

“لا، لم أصنعك لهم”، قال الدكتور عمر. “أنا صنعتك لنفسي. أنا صنعتك كابن لي. أنا كنت وحيدًا ومحبطًا من حياتي. أردت أن أكون لي عائلة. أردت أن أكون لي ولد يحبني ويفهمني”.

“إذا كان هذا صحيحًا، فلماذا تركتني؟”، سأل ليوناردو بحزن.

“لأني كنت مضطرًا”، قال الدكتور عمر. “النخبة اكتشفت خطتي وهددت بقتلي إذا لم أسلمهم إياك. لذلك، قررت أن أهرب معك وأخفيك في مكان آمن. لكنهم تبعونا وأمسكوا بنا. وفي ذلك الوقت، حدث شيء غير متوقع”.

يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *