قصة الملك الكسول
كان ياما كان في قديم الزمان كان يعيش ملك يتصف بالسخاء والكرم حيث يمتلك ثروة طائلة من الأموال والذهب والمجوهرات كما انه كان يتمتع بقلب طيب، ورغم كل ما يمتلكه هذا الملك من ثروات وصفات جيدة إلا أن الرعية في زمنه كانوا في غاية التعاسة، ويعود ذلك إلى أن الملك رغم ما كل ما يمتلكه من مواصفات جيدة إلا أنه يمتلك صفة من أسوء الصفات التي أثرت عليه بشكل سيئ ألا وهى صفة الكسل.
ظل الملك على حاله من الكسل فلا يقوم بأي عمل في حياته سوى النوم وتناول الطعام، مما ساعد على تدهور حالة صحته فاصبح ملازمًا للفراش وذلك بسبب سمنته المفرطة التي أثرت على حالته بشكل سئ.
وفي إحدى الأيام شعر الملك بما وصل إليه من حال متدني بسبب سخرية أعدائه منه وتسميته بالملك السمين الضخم، فبدأ يفكر في كيفية التخلص من تلك المشكلة بأي طريقة.
احساس الملك بالسوء على حاله لم يحبطه وإنما دفعه للبحث عن حل لمشكلته، فقام بدعوة الاطباء والخبراء والذي قام بجمعهم من مختلف أنحاء البلاد للحضور إليه حتى يساعدونه في التخلص من هذا الوزن الزائد الذي يمنعه من الحركة ويؤثر على صحته، إلا أن الجميع لم يسطيعوا مساعدته على ذلك حتى بعد ما انفقه من اموال وثروات كبيرة في سبيل ذلك فجميعهم لم يمتلكوا القدرة على تخليصه من سمنته المفرطة.
وكان في أحد الأيام يزور المملكة أحد رجال الدين والذي عرف بحالة الملك فبدأ يتحدث عن قدرته على مساعدة الملك لحل مشكلته فهو يمتلك العلاج المناسب له، فوصل الكلام إلى مسامع وزير الملك فابلغ الملك عن قصة رجل الدين الذي يستطيع مساعدته، فطلب الملك من الوزير أن يحضر له رجل الدين، وعندما ذهب الوزير إلى الرجل رفض الحضور إلى الملك وطلب منه أن يخبر الملك أنه عليه أن يحضر إليه، فأخبر الوزير رجل الدين أن ما يطلبه عملية صعبة فالملك لا يستطيع التحرك من فراشه، فلقد أصبح طريح الفراش منذ مدة إلا أن رجل الدين أصر على طلبه.
تحامل الملك وقرر الذهاب إلى مكان رجل الدين وبالفعل وبعد مجهود كبير استطاع الملك أن يصل إلى مكان رجل الدين والتقى به وجلس الرجل مع الملك وهو يمتدح الملك وحكمته واجادته في حكم البلاد وبث فيه الأمل بالتخلص من مشكلته بعد أن يعطيه العلاج المناسب لحالته، وهنا انهى معه اللقاء وطلب منه أن يعود إليه في اليوم التالي حتى يستطيع أن يعطيه العلاج اللازم ولكن بشرط عليه أن يحضر إلى المكان وهى يسير على قدميه.
بالرغم من صعوبة الامر على الملك إلا أن الملك نفذ ما طلبه رجل الدين وبعد مجهود كبير جدًا استطاع الوصول سيرًا على الاقدام إلى مكان رجل الدين، وكذلك بعد أن حصل على المساعده من رجاله، ولكن عندما وصل لم يجد رجل الدين ووجده قد ترك ملحوظة له كي يأتي في اليوم التالي بنفس الطريقة.
ظل الحال بين رجل الدين الملك بهذا الشكل لمدة اسبوعين يحضر الملك سيرًا على الاقدام إلى مكان رجل الدين ولا يجده ثم يعود في اليوم التالي أملًا في لقاء رجل الدين للحصول على العلاج حتى يتخلص من مشكلته ويستعد لياقته.
كان الملاحظ أن الملك خلال هذين الاسبوعين أنه فقد جزء من وزنه وبدأ يستعيد قدرته على المشي دون تعب شديد كما في البداية، كما بدأ يستعيد نشاطه وحيوته، ومع تلك الملاحظات والتي لاحظها الملك أيضًا ادرك الملك الحكمة مما طلبه منه رجل الدين في أن يحضر إليه سيرًعلى الاقدام طوال هذه المدة، واستمر الملك في المحافظة على الحركة والنشاط حتى استعاد لياقته ونشاطه واستعاد شعبه سعادتهم.