في إحدى الممالك القديمة كان هناك ملك جبار وظالم ومتسلط على جميع رعيته.

وكان ذلك المك يتخذ بكل عام وزيرا له، يقوم بأداء كل وظائفه خلال اثني عشر شهرا.

وبعد ذلك وقبل انتهاء المدة المحددة يجعل كلابه جياعا لمدة ثلاثة ايام، وبعدها يأمر رجاله بأن يأتوا بوزيره ويلقوا به لكلابه الجياع.

ونتيجة لجوع الكلاب الشديد فإنهم يقومون بتمزيق الوزير ونهش لحمه وعظمه أيضا.

ومن جديد اختار وزيرا له، وكان من يختاره الملك لا يكون لديه فرصة الرفض حتى.

وكان هذا الوزير دائما في خدمته، ولكنه بعد انقضاء العشرة شهور جعل نفسه يستأنس بكلاب الملك.

كان يقدم لهم الطعام والشراب، ويحرص كل الحرص على ذلك بكل يوم خلال الشهرين الباقيين له.

وفاء الكلاب:

وبعد انقضاء الاثنا عشر شهرا، أمر الملك بتجويع الكلاب قبلها بثلاثة أيام، وأمر بإحضار الوزير وإلقائه إليهم.

أصابت الملك ورجاله الدهشة والعجب من أمر الوزير مع كلاب الملك.

من المفترض أنهم مدربون على أكل البشر في حالة تجويعهم عمدا، وبالتالي من المفترض أنهم يأكلون ذلك الوزير.

ولكن ما حدث كان عكس ذلك، حيث تقدمت الكلاب إليه بل وجلست بين يديه.

حيرة الملك ورجاله من أمر الوزير:

سأله الملك في حيرة من أمره: “ما السر في ذلك؟!

وما الذي تفعله ليحدث معك ذلك، ولا تلاقي نفس مصير من سبقوك من وزراء وأمراء؟!”

فقال الوزير بابتسامة رضا: “يا مولاي لقد كنت في خدمتك متفانيا في ذلك خلال عام كامل، ولو طلبت مني عمري كاملا ما بخلت عليك به.

وما كان منك إلا أنك ألقيت بي لكلابك الجائعة لتفترسني وتودي بحياتي.

أما عن هؤلاء الكلاب فقد كنت في خدمتهم شهريني متتالين وحسب، وعلى الرغم من جوعهم المبالغ فيه إلا أنهم صانوا الود، وجازوني بالوفاء والإخلاص”!

استطاع الوزير أن يوصل للملك مدى قساوته وظلمه مع الآخرين بصورة غير مباشرة.

أيقن الملك خلال ذلك مدى ظلمه وتجبره، فعفا عن الوزير وجعله معه طيلة حياته يستفيد من حكمته، وأعدل عن القانون الذي وضعه وعادته السيئة تلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *