قصة المطاردة الحامية ج3

0

علي لم يكن لديه خيار سوى الدفاع عن نفسه. أخرج مسدسه من جيبه وأطلق النار على الرجل الغريب. لكن الرصاصة ارتدت من جدار الكهف وأصابت علي في رجله. صرخ علي من الألم وسقط على الأرض. الرجل الغريب ضحك مجددا وقال: “هذا ما تستحقه يا خائن. أنت تعمل لصالح المخابرات وتحاول تدمير جهادنا. لقد كشفنا هويتك وخططك. والآن حان وقت الانتقام.”

علي فوجئ من كلام الرجل. كيف عرف عنه؟ هل كان هو أحد المسؤولين عن اعتقاله وتعذيبه؟ هل كان هو من نسب إليه التهمة الزائفة بالإرهاب؟ علي حاول أن يتحدث وينفي التهمة. قال: “أنا لست خائنا ولا إرهابيا. أنا صحفي مستقل أبحث عن الحقيقة. لقد تم اختطافي من قبل المخابرات وإجباري على الاعتراف بجرائم لم أرتكبها. لقد هربت منهم بأعجوبة وأنا أحاول الوصول إلى حلفائي في المنظمات الحقوقية. أرجوك ساعدني.”

الرجل الغريب نظر إلى علي بشك واستهزاء. قال: “لا تحاول خداعي يا كذاب. أنا أعرف كل شيء عنك وعن مهمتك. أنت تعمل لصالح المخابرات الأمريكية . أنت تحاول التسلل إلى جماعتنا والحصول على معلومات سرية عن عملياتنا. لقد تم تعقبك من قبل رفاقنا في المدينة وإخبارنا بوجودك هنا. لقد جئت إلى هذا الكهف لأستقبلك وأعطيك درسا لن تنساه.”

علي شعر بالإحباط والخوف. كان يدرك أن الرجل لن يصدقه مهما قال. كان يشعر بأن حياته في خطر شديد. فكر في محاولة الفرار من الكهف أو طلب المساعدة من أحد في القرية. لكنه كان مصابا وضعيفا ولا يستطيع الحركة بسهولة. كما أنه كان يخشى أن يثير ضجة قد تجذب انتباه المخابرات أو غيرهم من الأعداء.

فجأة، سمع علي صوت اشتباك ناري خارج الكهف. سمع صرخات وأصوات محركات. نظر إلى الرجل الغريب ورأى علامات القلق والغضب على وجهه. قال الرجل: “ما هذا؟ من هؤلاء؟ هل هم من المخابرات أو من جماعتك؟”

علي لم يكن يعرف الإجابة. لكنه شعر بأن هذه قد تكون فرصته للنجاة. قال: “لا أعلم. لكن ربما يكونون من حلفائي. ربما يكونون قد تتبعوا إشارة جهاز الإرسال الذي أخذته معي من المخزن. ربما يكونون قد جاءوا لإنقاذي.”

الرجل الغريب ضحك بسخرية وقال: “لا تحلم يا غبي. لا أحد يهتم بك أو بحقيقتك. أنت وحيد ومنبوذ ومطارد. لا مفر لك من الموت. والآن سأضع حدا لمعاناتك.”

الرجل الغريب رفع سلاحه وأشار به نحو علي. علي أغلق عينيه وانتظر الضربة القاضية. لكن قبل أن يسمع صوت الطلقة، سمع صوت آخر. صوت مألوف ومحبب. صوت صديقه وزميله في العمل، محمد.

“علي! علي! هل أنت بخير؟”

علي فتح عينيه ورأى محمد يقف على باب الكهف مع مجموعة من الرجال المسلحين. رأى أيضا جثة الرجل الغريب ملقاة على الأرض مع ثقب في جبهته.

“محمد! أنت! كيف وصلت إلى هنا؟”

“لا تقلق يا صديقي. سأشرح لك كل شيء لاحقا. الآن علينا أن نخرج من هذا المكان. هذا الكهف مفخخ بالقنابل وسينفجر في أي لحظة.”

“ماذا؟”

“لا وقت للشرح. هيا بسرعة.”

محمد أمسك بعلي وساعده على الوقوف. ثم حمله على ظهره وخرج من الكهف مع رفاقه.

“شكرا لك يا محمد. شكرا لإنقاذ حياتي.”

“لا شكر على واجب يا علي. أنت صديقي وزميلي وشريكي في الحقيقة.”

“ولكن كيف عرفت عن مكاني؟”

“سأخبرك كل شيء في الطريق. لدي قصة طويلة لأرويها لك.”

“أنا مستعد لسماعها.”

“حسنا، فلنبدأ من البداية…”

يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *