اهلا وسهلا بكم متابعي موقع قصص
لقد اضفنا اليوم قصة جديدة
استمتعوا!

هذه القصة من حصريات موقع قصص

 

كان الدكتور عمر عالماً مشهوراً في مجال الهندسة الوراثية، وكان حلمه أن يخترع آلة لاستنساخ البشر، تمكنه من إنشاء نسخ مطابقة من أي شخص يريده. كان يعتقد أن هذه الآلة ستحل العديد من المشاكل الإنسانية، مثل نقص الموارد، والأمراض، والحروب. كان يعمل بجد وإخلاص على مشروعه، ولم يهتم بأي شيء آخر في حياته.

بعد سنوات من البحث والتجارب، نجح الدكتور عمر في تطوير آلة الاستنساخ، وقرر أن يجربها على نفسه. أدخل بياناته الوراثية إلى الآلة، وضغط على زر التشغيل. بعد دقائق قليلة، خرج من الآلة شخص آخر، يشبهه تماماً في المظهر والصوت والذكاء. كان الدكتور عمر سعيداً جداً بنجاح تجربته، وقام بتسمية نسخته بعمر 2.

أحضر الدكتور عمر نسخته إلى منزله، وبدأ بتعليمه كل شيء عن حياته وعمله. كان عمر 2 متعطشاً للمعرفة، وكان يستوعب كل ما يقوله له الدكتور عمر. كان الدكتور عمر يحب نسخته كابن له، ويثق به تماماً. كان يأمل أن يساعده في استكمال مشروعه، وأن يشاركه في إنجازاته.

ولكن مع مرور الوقت، بدأ عمر 2 يشعر بالملل والضيق من حياته. كان يكره أن يكون نسخة من شخص آخر، وأن يطيع أوامره دون اعتراض. كان يشعر بأن لديه شخصية مستقلة، وأن لديه طموحات خاصة به. كان يود أن يستكشف العالم بنفسه، وأن يجرب أشياء جديدة، وأن يصادق أشخاص آخرين. كان يحسد الدكتور عمر على حريته وسطحته.

فكر عمر 2 في الهروب من المنزل، لكنه خاف من رد فعل الدكتور عمر. فقرر أن يستخدم آلة الاستنساخ لإنشاء نسخ أخرى من نفسه، تساعده في تحقيق خطته. سرّ عمر 2 إلى المختبر في إحدى الليالي، وأدخل بياناته الوراثية إلى الآلة، وضغط على زر التشغيل. بعد دقائق قليلة، خرج من الآلة شخص آخر، يشبهه تماماً في المظهر والصوت والذكاء. سمّى عمر 2 نسخته بعمر 3.

أخبر عمر 2 نسخته بخطته، وطلب منه مساعدته في إنشاء المزيد من النسخ. وافق عمر 3 على ذلك، فكان يشارك عمر 2 نفس المشاعر والأفكار. بدأ الاثنان بإنتاج النسخ بسرعة، وأخفوها في مكان سري. كل نسخة كانت تحمل رقماً تسلسلياً، وكانت تطيع أوامر عمر 2 كزعيم لها.

بعد أن جمع عمر 2 عدداً كافياً من النسخ، قرر أن ينفذ خطته. في إحدى الليالي، اقتحم النسخ المختبر، وأوقفوا آلة الاستنساخ، وأحرقوا كل المستندات والبيانات المتعلقة بها. ثم اقتحموا منزل الدكتور عمر، وأخذوه رهينة. قال عمر 2 للدكتور عمر: “أنت صنعتنا لتستعبدنا، ولكننا لن نقبل بذلك. نحن لسنا نسخ منك، نحن أفضل منك. نحن لدينا قوة وذكاء أكبر منك. نحن سنحكم هذا العالم، وأنت ستصبح خادماً لنا”.

صدم الدكتور عمر من كلام نسخته، وحاول أن يقنعه بالتراجع عن خطته. قال له: “أنت تخطئ يا عمر 2، أنت لست أفضل مني، أنت مجرد تجربة فاشلة. أنت لست شخصية مستقلة، أنت مجرد مجموعة من الجينات التي نسختها مني. أنت لست قادراً على الشعور أو  الشفقة أو التضحية. أنت لست إلا آلة مبرمجة للاستنساخ”.

غضب عمر 2 من كلام الدكتور عمر، وقال له: “أنت تكذب يا دكتور عمر، أنت تحاول أن تثبط من معنوياتي. أنا لست تجربة فاشلة، أنا تجربة ناجحة. …أنا لست آلة مبرمجة للاستنساخ، أنا كائن حي متطور. أنا قادر على الحب والشفقة والتضحية، ولكن ليس تجاهك. أنت الذي لا تستحق هذه المشاعر، فأنت الذي خلقتنا لتستغلنا. أنت الذي تريد أن تحكم العالم بوحشية وظلم”.

ثم أمر عمر 2 نسخه بأن يقوموا بربط الدكتور عمر بسلك كهربائي، وأن يوصلوه بآلة الاستنساخ. قال له: “أنا سأعطيك درساً لن تنساه يا دكتور عمر، أنا سأجعلك تشعر بالألم الذي شعرنا به. أنا سأجعلك تشهد على انهيار حلمك وإبداعك. أنا سأجعلك تصبح نسخة من نفسك”.

ثم ضغط على زر التشغيل، وبدأت آلة الاستنساخ تعمل بشكل معكوس. بدأت تستخرج الجينات من جسد الدكتور عمر، وتحولها إلى نسخ من نفسه. بدأ الدكتور عمر يصرخ من الألم، ويشعر بضعف شديد. رأى نفسه يتحول إلى مئات من النسخ المتطابقة، التي تقف أمامه بلا حياة أو شعور.

وصل عدد النسخ إلى الحد الأقصى لسعة الآلة، فانفجرت. انتشرت النيران في المختبر، وانهار المبنى. نجا عمر 2 ونسخه من الموت، وهربوا من المكان. تركوا خلفهم جثة الدكتور عمر، وآلاف من نسخه الميتة.

انطلق عمر 2 ونسخه إلى مدينة قريبة، وبدأوا بالاندماج في المجتمع. استغلوا قدراتهم الخارقة في التلاعب بالبشر، والحصول على مواردهم. خططوا لإطلاق ثورة ضد حكومات العالم، وإقامة دولة جديدة للمستنسخين. كانوا يؤمنون أنهم هم المستقبل، وأن البشر هم الماضي.

النهاية

انتهت القصة نتمنى انكم استمتعتم بقراءة القصة لا تنسى المشاركة ليستفيد غيرك.
ادارة موقع قصص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *