حكى أنه في إحدى الغابات الشاسعة كان هناك قنفذا صغيرا تخشاه كل الحيوانات بسبب الشوك الذي يغطي ظهره، وكان كلما اقترب من احد تلك الحيوانات ركضت بعيدا عنه ولم ترغب في مشاركته اللعب، كان ذلك القنفذ الصغير دوما حزينا لشعوره بأنه وحيدا وغير مرغوب فيه من الآخرين .

وبيوم من الأيام وجد القنفذ الأرنب يلعب بكرة جديدة في غاية الجمال فاقترب منه وتوسل إليه أن يسمح له باللعب معه بكرته الجديدة ولكن الأرنب رفض بشدة خوفا من خسران كرته بسبب أشواك القنفذ الصغير وذكره بالمواقف المتعددة التي جمعت فيها القنفذ وبقية الحيوانات الأخرى في الغابة وكيف كانت النتائج وخيمة، ففي موقف تسبب القنفذ فيه بانفجار بالون القطة الصغيرة الذي كان جديدا مما سبب لها الحزن والألم .

وذات مرة لعب القنفذ معهم جميعا فسبب لهم الألم المتواصل لمدة أيام بسبب إصابتهم بشوكه، دمعت عينا القنفذ وتأثرت نفسيته وساءت بسبب كلام الأرنب له، انصرف عائدا للمنزل وهناك سألته والدته عن سبب الحزن الذي يبدو على ملامحه فحكا لها كل ما صار معه من حيوانات الغابة وعن معاملتهم القاسية له، فأخبرته والدته بأنهم سيقدرون يوما نعم الله على مخلوقاته وبينت له فوائد هذه الأشواك على ظهره في مواجهة الأخطار الداهمة .

وبيوم من الأيام جاء صياد إلى الغابة في وقت لعب أصدقاء القنفذ وكاد الصياد أن يتمكن من إلقاء القبض على الأرنب الصغير واصطياده غير أن القنفذ الصغير أدرك صديقه وهجم على الصياد باستخدام أشواكه فما كان من الصياد غير أنه فر هربا من تلك الأشواك المميتة وهنا أدرك أصدقائه مدى فوائد الأشواك التي يحملها القنفذ وأنهم كانوا مخطئين في حقه فاعتذروا له ومن حينها أصبحوا يتشاركون معا كل الألعاب، ومن ناحية القنفذ الصغير المحب لأصدقائه كان يبذل كل جهده محاولا عدم تخريب ألعاب أصدقائه وضياع فرحتهم بلعبهم الجديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *