قصة القمر
محمد فتي يعيش في بيت ريفي صغير، دائمًا ما كان يجذب أنظاره المصابيح المضيئة في السماء.
وكان ينتظر الليل كل يوم، لكي يتابع حركة النجوم، ولكي يستمتع بإضاءته وبالجو الهادئ الجميل الذي يتفرد به الليل.
وفي يوم من الأيام وأثناء تأمل محمد للسماء، وجد أن القمر يتحرك بشكل غريب قليلًا.
صب محمد تركيزه على القمر وتابعه أكثر، حتى سمع صوت يأتي من الأعلى ويقول له (لماذا تنظر إلينا كل ليلة متفحصًا ؟).
لم يعرف محمد من أين يأتي الصوت، وسأل بصوت مرتفع (من أنت ؟).
أجاب الصوت (أنا القمر، لقد لاحظت شرودك كل ليلة ومراقبتك المستمرة لي وللنجوم أصدقائي، وأردت أن أعرف سبب هذا الشرود ؟).
قال محمد (أنا خائف، أنت القمر كيف!، أنت جماد ولا تتحدث).
رد القمر (لا بل أنا أتحدث فقط مع من يحبني، وأنت تحبني أليس كذلك).
أجاب محمد (بالطبع أحبك وأحبك السماء في الليل كثيرًا، وأحب أن أطيل النظر إليكم وأتعجب من جمال صنع الله|).
رد القمر (حسنًا، وبسبب حبك لنا سأهديك هدية لم ترى مثلها من قبل).
قام القمر بوضع سلم من النجوم، يبدأ من عند محمد وينتهي عند القمر.
صعد محمد السلم وهو خائف ولكنه سعيد للغاية، وعندما وصل محمد للقمر قال له القمر (الآن ستتعرف معي على أسرار وغموض الفضاء).
اصطحب القمر محمد في جولة سريعة في السماء، وأراه الكواكب وتعرف على أسمائها وصفاتها.
ولكن فجأة اختل محمد توازنه وصرخ عاليًا ووقع من فوق القمر.
وقبل الاصطدام بالأرض استيقظ محمد من نومه فزعًا، ووجد أن كل ما رآه كان حلم جميل.
ولكن كان الحلم بداية لقرار هام للغاية في حياة محمد، فقد قرر ألا يكتفي بتأمل السماء فقط.
بل قام بالبحث والدراسة، لكي يتعلم المزيد والمزيد عن هذا العالم الواسع لإرضاء فصوله.
استمر محمد في دراسته وأبحر في بحر العلم، حتى أصبح بعد ذلك واحد من أكبر علماء الفلك في العالم.