كان هناك قط صغير، يعيش في بيت دافئ. كان يحب أهله، ويحب اللعب معهم. كان يقضي وقته في الأكل والشرب والنظافة والمرح.

في أحد الأيام، كان القط يلعب في الحديقة، عندما سمع صوتاً عالياً. نظر إلى الأعلى، ورأى عصفوراً جميلاً، يغني على فرع شجرة. شعر القط بالفضول والإعجاب. أراد أن يتعرف على العصفور، ويصادقه. فقال له:

“مرحباً يا عصفور. أنت جميل جداً. ما اسمك؟”

سمع العصفور كلام القط، فخاف منه. كان يعرف أن القطط تحب أن تأكل العصافير، وتحب أن تلعب بها. فقال له:

“ابتعد عني يا قط. أنت خطير جداً. لا تحاول أن تخدعني.”

شعر القط بالحزن والغضب. لم يكن يريد أن يؤذي العصفور، أو يأكله. فقط أراد أن يكون صديقه. فقال له:

“لا تخف مني يا عصفور. أنا لست خطيراً. لا أريد أن أؤذيك أو أأكلك. فقط أريد أن أكون صديقك.”

سمع العصفور كلام القط، فشك فيه. كان يظن أن القط يكذب عليه، ويحاول أن يجذبه إلى فخه. فقال له:

“كيف أصدقك يا قط؟ كيف أثق بك؟ كل القطط تكون كذابة ومخادعة.”

شعر القط بالإحباط والضيق. لم يكن يعرف كيف يثبت للعصفور أنه صادق وأمين. ففكر في شيء يمكنه فعله، ليظهر للعصفور حسن نيته. ثم قال له:

“أنا سأثبت لك أني صادق وأمين. سأغلق عيني، وسأتركك تغادر الشجرة، دون أن ألاحظك. هل توافق؟”

سمع العصفور كلام القط، فتعجب منه. كان يظن أن هذا اقتراح غبي ومضحك. فقال له:

“هل تظن أني سأصدق هذا؟هل تظن أني سأغادر الشجرة، وأتركك تغلق عينيك؟ لا أعتقد ذلك. فأنت ستفتح عينيك، وستقفز عليّ، وستمسكني بأنيابك.”

شعر القط بالحيرة والضجر. لم يكن يعرف ماذا يفعل. كان يريد أن يثبت للعصفور أنه صادق وأمين، ولكن العصفور لم يصدقه. فقال له:

“أرجوك يا عصفور، ثق بي. أنا لا أريد أن أضربك. أنا فقط أريد أن أتحدث معك. هل هناك شيء آخر يمكنني فعله، لأظهر لك حسن نيتي؟”

سمع العصفور كلام القط، فتردد قليلاً. كان يشعر بالفضول والمغامرة. ربما كان القط صادقاً وأميناً. ربما كان يستحق فرصة. فقال له:

“حسناً يا قط، سأعطيك فرصة. لكن عليك أن توافق على شرط واحد. إذا تحدثت معي، عليك ألا تحرك فمك أو أسنانك. فإذا حركتهما، سأظن أنك تريد أن تعضني.”

شعر القط بالسرور والامتنان. شعر بأن العصفور قد منحه فرصة لإثبات صدقه وأمانته. فوافق على شرطه، وقال له:

“حسناً يا عصفور، سأوافق على شرطك. سأتحدث معك، ولا أحرك فمي أو أسناني. سأستخدم صوتي فقط.”

ثم غلق القط عينيه، وبدأ يتحدث مع العصفور. قال له:

“شكراً لك يا عصفور، على منحي هذه الفرصة. أسمح لي أن أعرف نفسي. اسمي موزة،

وأنا قط صغير، أعيش في بيت دافئ. أحب أهلي، وأحب اللعب معهم. أنت أول عصفور أراه في حياتي. أنت جميل جداً. ما اسمك؟”

سمع العصفور كلام القط، فشعر بالدهشة والإعجاب. كان القط يبدو لطيفاً وودوداً. لم يكن يبدو خطيراً أو مخادعاً. فقال له:

“أهلاً بك يا موزة، أنا سعيد بمعرفتك. اسمي زيزو، وأنا عصفور صغير، أعيش في شجرة عالية. أحب عائلتي، وأحب الغناء معهم. أنت أول قط أتحدث معه في حياتي. أنت طريف جداً. ماذا تريد مني؟”

شعر القط بالسرور والفضول. شعر بأن العصفور قد صار صديقه. لم يكن يريد شيئاً منه، سوى التعرف عليه أكثر. فقال له:

“لا أريد شيئاً منك يا زيزو، سوى أن نكون أصدقاء. هل توافق؟”

رد العصفور ببهجة قائلا بالتأكيد يا موزة!

واصبحوا اصدقاء!

النهاية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *