قصة الفارس الاخضر
يحكى وانه منذ زمن بعيدا جدا كان هناك قصر ضخم ، هذا القصر اسمه ( كاميلوت ) ، بداخل هذا القصر كان هناك ملك ، الملك اسمه ( آرثر ) ، كان الملك آرثر محب جدا للاحتفالات وخاصة المناسبات التي تقام كل عام ، وبالطبع كانت افضل المناسبات التي يحبها الملك هو عيد ميلاده ، فعندما يأتي عيد الميلاد كانت جميع البلاد تحتفل بهذه المناسبة ، في يوم عيد الميلاد جمع الملك آرثر ابرز الفرسان في مملكته وجلسوا جميعا على مائدة الملك من اجل تناول الطعام ، كان من بين الفرسان الذين يتناولون الطعام مع الملك آرثر ابن شقيقه واسمه ( جاوين ).
فجأة بينما كان الجميع يتناول الطعام في قاعة الملك اقتحم القاعة شخص غريب ، كان هذا الشخص اشبه بفارس عملاق البنية وكان يحمل في يده فأس طويلة ، شعر الجميع بالدهشة من هذا الفارس فهيئته تبدو غريبة جدا ، كان هذا الفارس على حصانه تبدو عليه علامات الغضب و القوة ، قال الفارس : انا هنا ليس من اجل القتال بل من اجل التحدي ، طلب الفارس من الملك ان يتحدى احد الفرسان الموجودين في القاعة ، طبيعة التحدي كانت غريبة جدا حيث سيقوم الفارس الخاص بالملك بضرب الرجل الغامض في رقبته.
ومن ثم اذا نجا الرجل الغامض سوف يقوم برد الضربة للفارس الخاص بالملك ، بالطبع خاف جميع الفرسان من هذا التحدي ، بدأ الفارس الغامض يسخر من الملك آرثر الذي انفجر غاضبا وقرر هو بنفسه ان يقبل التحدي ، حينها تدخل السير جاوين ابن شقيق الملك و وافق على التحدي ، اعطى الرجل الغامض السير جاوين الفأس وطلب منه ان يضرب عنقه ، امسك السير جاوين بالفأس وضرب رقبة الفارس الاخضر بكل قوة حتى طارت الرقبة بعيدا ، حينها وقف الفارس الاخضر ورأسه مقطوعة وامسك برأسه الملقاة بعيدا وقال : امامك 12 شهرا ويوما لكي تعثر علي من اجل ان ارد لك الضربة.
كان الجميع يشعر بالدهشة و الخوف في نفس الوقت ، فمن هذا الفارس مقطوع الرأس والذي يمكنه التحدث بدون رأس ، بمجرد انصراف الفارس الاخضر شعر الجميع بشيء من الامان ، مرت الشهور ونسي الجميع هذا الموقف ما عدا السير جاوين والذي كان ملتزما بكلمته ، قرر السير جاوين ان يبحث عن الفارس الاخضر في كل مكان حتى يجده ، لسوء حظ السير جاوين فقد كان كلما ذهب الى مكان ما ليسأل عن الفارس الاخضر لم يكن احد يعلم اي شيء ، شعر حينها السير جاوين باليأس ولكنه قرر عدم الاستسلام و مواصلة البحث.
بعد ايام من البحث وصل السير جاوين الى قلعة كبيرة ، دخل السير جاوين الى القلعة وتعرف على ملك هذه القلعة ، كانت القلعة بطبيعة الحال تابعة للملك الاعظم آرثر ، اخبر السير جاوين مضيفه بتفاصيل القصة الخاصة بالفارس الاخضر ، حينها اخبر الملك المضيف السير جاوين بان الفارس الاخضر يعيش في مكان قريب جدا من هنا ، هذا المكان اسمه ( شابل الخضراء ) ، لان المكان كان قريب فقد طلب الملك من السير جاوين ان يستريح في قلعته لثلاثة ايام فقط ، وافق السير جاوين خاصة انه كان يشعر بالتعب الشديد ، بعد مرور ثلاثة ايام ارسل الملك احد الجنود رفقة السير جاوين لكي يرشده للطريق.
بعد عدة ساعات من السير وصل السير جاوين الى طريق ، تركه الجندي على بداية هذا الطريق وعاد الجندي الى القلعة ، اما السير جاوين فقد اكمل الطريق بمفرده ، كان الطريق في بدايته يبدو انه جيد ولكن نهايته كانت عبارة عن منحدرات وعرة ، في النهاية وصل السير جاوين الى كهف مظلم و مخيف ، دخل السير جاوين الى الكهف فرأى الفارس الاخضر امام عينيه ، كان الفارس الاخضر ينظر الى السير جاوين ويقول : لقد اتيت الي الآن من اجل الوفاء بالكلمة التي قطعتها لي ، في الحقيقة لقد فاجأتني ايها الفارس الشاب.
قال السير جاوين : يجب على الفارس ان يكون ملتزما بكل كلمة ينطق بها والا لن يكون فارسا اصيلا ، وضع السير جاوين رقبته امام الفارس الاخضر ، رفع الفارس الاخضر فأسه وقبل ان يضرب السير جاوين انسحب السير جاوين وكان يبدو عليه علامات الخوف و الهلع ، قال الفارس الاخضر : الن تلتزم بكلماتك ايها السير جاوين ؟ ، قال السير جاوين : اعتذر لك لن اكرر ما قمت به الآن على المرء ان يكون ملتزما بكلته ، هذه المرة لم يسحب السير جاوين رأسه ولكن تفاجئ ان الفارس الاخضر لم يقم بضرب رأسه ، رفع السير جاوين عينه فوجد ان الفارس الاخضر هو نفسه حاكم القلعة الذي استضافه ، اخبره حاكم القلعة انه لا يملك اي ابناء فقرر ان يختار احد الفرسان من مجلس آرثر ليصبح هو الملك بعدي ، في النهاية وقع الاختيار على السير جاوين ليكون هو الملك.