قصة الغنى لا يشتري السعادة
كان هناك رجل فقير يعيش في بيت صغير مع زوجته وأولاده. كان يعمل بجد كل يوم لكسب قوت يومه، لكنه لم يستطع توفير ما يكفي لتحسين حياته. كان دائما يشكو من قسوة الحياة وقلة الحظ.
في يوم من الأيام، ذهب إلى السوق لبيع بعض الخضروات التي زرعها في حديقته. وفي طريقه، التقى برجل غني يرتدي ملابس فاخرة ويمتطي حصانا جميلا. فأحس الرجل الفقير بالغيرة والحسد، وقال في نفسه: “لو كنت مكان هذا الرجل، لكنت سعيدا ومستمتعا بالحياة. أما هو فلا يستحق كل هذا الثروة والنعمة”.
فسمع الرجل الغني كلامه، فتوقف عند الرجل الفقير وقال له: “أنت تظن أن حياتي أفضل من حياتك، لكنك تخطئ. فأنا أعاني من مشاكل كثيرة لا تعلمها. عائلتي لا تحبني، وأصدقائي يغتابونني، وأعدائي يحاربونني. أما أنت فأنت محظوظ، فزوجتك تحبك، وأولادك يحترمونك، وجيرانك يساعدونك. فلا تحزن على ما لا تملك، وابتسم لما تملك”.
فاندهش الرجل الفقير من كلام الرجل الغني، فشعر بالخجل والندم على حسده. فشكر الرجل الغني على نصيحته، وعاد إلى بيته مبتهجا ومرضيا بقضاء الله.
العبرة: لا تحسد أحدا على ما يظهر لك من خير، فقد يكون خلفه شر. ولا تشك في رزق الله، فإنه يعطي كل شخص ما يستحق.
الحكمة: السعادة ليست في كثرة المال أو الجاه أو الشهرة، بل في قناعة النفس وشكر النعمة.