قصة الغش والحسد يهلكان صاحبهما
حسن هو طالب مجتهد ومتفوق في دراسته. يحب حسن القراءة والكتابة والبحث عن المعرفة. يحلم حسن بأن يصبح كاتبًا مشهورًا ومؤثرًا في المجتمع. يشارك حسن في مسابقة للكتابة الإبداعية تنظمها إحدى المجلات الثقافية. يكتب حسن قصة رائعة عن قيم الحب والسلام والتسامح. يرسل حسن قصته إلى المجلة وينتظر بفارغ الصبر نتيجة المسابقة.
عادل هو زميل حسن في الدراسة. يكره عادل القراءة والكتابة والبحث عن المعرفة. يفضل عادل اللعب والمرح والتسكع مع أصدقائه. يغار عادل من حسن لأنه أذكى منه وأشهر منه. يحاول عادل إفساد نجاح حسن بكل الطرق. يشارك عادل في نفس المسابقة التي شارك فيها حسن. لكن عادل لا يكتب قصة بنفسه، بل يسرق قصة من أحد الكتب ويغير اسم الكاتب إلى اسمه. يرسل عادل القصة المسروقة إلى المجلة ويظن أنه سيفوز بالمسابقة.
بعد أيام من انتهاء الموعد النهائي لإرسال القصص، تعلن المجلة عن نتيجة المسابقة. تفوز قصة حسن بالمركز الأول، وتفوز قصة عادل بالمركز الثاني. يفرح حسن بفوزه ويشكر الله على نعمته. يحزن عادل بخسارته ويغضب من حظه. يقول في نفسه: “لا يستحق حسن هذا الفوز. قصته مملة وغير مبدعة. قصتي أفضل من قصته بألف مرة. لو كان الحكم عادلا، لفزت أنا بالمركز الأول.” يذهب عادل إلى حسن ويهنئه بالفوز بإنكار. يقول: “مبروك يا حسن. لقد فزت بالمركز الأول. لكن لا تظن أن قصتك جيدة. فأنا أعرف أنك سرقت قصتك من كاتب آخر.” يستغرب حسن من كلام عادل ويقول: “لا تقل ذلك يا عادل. فأنا كتبت قصتي بجهدي وإخلاصي. لم أسرقها من أحد. أما أنت فأنا أعرف أنك سرقت قصتك من كتاب عنوانه (القصص الخالدة) للكاتب (محمد الغزالي). فأنا قرأت هذا الكتاب من قبل وأعجبني كثيرًا. لكنك غيرت اسم الكاتب إلى اسمك وأرسلته إلى المجلة. هذا غش ونصب وسرقة.” يندهش عادل من كشف حسن لسره ويقول: “كيف عرفت ذلك؟ هل كنت تراقبني؟ هل كنت تتجسس علي؟” يقول حسن: “لا، لم أراقبك ولا أتجسس عليك. بل عرفت ذلك بالعقل والمنطق. فقصتك تحمل نفس العنوان والأحداث والشخصيات والأسلوب والرسالة التي في الكتاب. فلا يمكن أن تكون صدفة أو تشابهًا. بل هي سرقة واضحة. وأنا متأكد أن المجلة ستكتشف ذلك قريبًا وستلغي فوزك وستعاقبك على جريمتك.” يخاف عادل من كلام حسن ويقول: “لا تخبر أحدًا بهذا السر. فأنا أسف على ما فعلت. لقد كان خطأً مني. لقد حسدتك على نجاحك وأردت أن أهزمك بأي ثمن. لكن الآن أدركت أن الغش لا يجدي نفعًا، بل يجلب الخزي والعار. أرجوك سامحني.” يقول حسن: “أنا أسامحك يا عادل. فأنا لا أحمل في قلبي حقدًا أو بغضًا على أحد. لكن عليك أن تعترف بخطئك وتسترد قصتك من المجلة. فهذا هو الصواب والعدل. وعليك أن تتوب إلى الله من جريمتك وتطهر نفسك من الغش والحسد. فهذه هي الطريقة الوحيدة لإصلاح حالك وإثبات قدراتك الحقيقية.” يقول عادل: “شكرًا لك يا حسن. لقد كانت قصتك فيها عبرة وحكمة كبيرة. لقد تعلمت منها درسًا مهمًّ في حياتي. سأفعل ما تقوله وأعود إلى الصراط المستقيم.” يبتسم حسن ويقول: “أحسنت يا عادل. فأنت صديقي وأخي، وأريد لك الخير دائمًا.”
يعانق عادل حسن ويشكره على نصيحته ومغفرته. يذهب عادل إلى المجلة ويعترف بخطئه ويسترد قصته المسروقة. يعتذر عادل للمجلة وللكاتب الأصلي عن جريمته. يقبل الجميع اعتذار عادل ويثنون على شجاعته وصدقه. يقولون له: “أنت شاب طيب وموهوب. لكنك انحرفت عن الطريق الصحيح. نحن نسامحك ونشجعك على الاستمرار في الكتابة بإبداعك وأصالتك. فالكتابة فن نبيل ومسؤولية كبيرة. لا تضيع هذه الموهبة بالغش أو السرقة. بل اجتهد وافعل الخير وانشر العلم والثقافة.” يوافق عادل على كلامهم ويعد بأن يصبح كاتبًا صادقًا ومبدعًا. يرجع عادل إلى حسن ويخبره بما فعله. يفرح حسن لعادل ويقول: “أنا فخور بك يا عادل. لقد فعلت الشيء الصحيح. أنا متأكد أنك ستصبح كاتبًا ناجحًا في المستقبل. فأنت تمتلك الموهبة والإمكانية. كل ما تحتاجه هو الإخلاص والجد والثقة بالنفس.” يشكر عادل حسن على دعمه وتشجيعه. يقول: “أنت صديق حقيقي ومعلم رائع. لولا أنت، لما تغيرت إلى الأفضل. أشكر الله على أن جعلك في حياتي.” يقول حسن: “وأنا أشكر الله على أن جعلك في حياتي. فأنت تعطيني دافعً للاستمرار في الكتابة والإبداع. فأنا أحب أن أشاركك ما أكتبه وأستفيد من رأيك فيه.” يصبح حسن وعادل أصدقاء مقربين وزملاء في الكتابة. يشاركان في المسابقات والمؤتمرات والورش الثقافية. يحصلان على جوائز وشهادات تقديرية على قصصهما المميزة. يصبحان كاتبين مشهورين ومؤثرين في المجتمع. تُذِّكر قصتهما فيها عبرة وحكمة كبيرة.