كان يا مكان في قديم الزمان في تلك الغابه البعيده المليئه بالحيوانات الكثيره ،  الكبيره والصغيره والرفيعة والسمينة  ، كانت تعيش الحيوانات في سعاده وهناء ، وكانت الطيور تعيش في الغابه سعيده ، وفي يوم من الأيام قرر الأسد  ملك الغابه  ، اختيار ملك  للطيور حتى يحكم الطيور ويكون مسؤل عنهم ،  فقال إلى مساعدة الثعلب ، وكان الثعلب هو  الوزير للغابة وللحيوانات .

قال الأسد ،  أيها الوزير سوف أختار طائر من الطيور ، ليكون ملك الطيور وهو المسئول عن كل احتياجات الطيور ومتطلباتها في الهواء ،  وسأكتفي أنا بأن أكون المسؤول عن الحيوانات في الأرض ، رد الثعلب بتعجب لما يقوله الأسد ، ولكنه لم يعترض وقال :  كما تريد أيها  الأسد ، فأنت ملك الغابة يا سيدي ،  قال الأسد أيها الوزير أرسل منادي ينادي  في الغابه  ، وقل على من يجد في نفسه الشجاعه  والجراءة ، و يستطيع تولى منصب ملك الطيور ، عليه  أن يأتي في الحال إلى مقر الحكم ، حتى يتم أختباره  ، واخذ المنادي  يردد ويقول بصوت عالي ،  أيتها الطيور لقد قرار الملك أخيرا أن يتخذ ملكا للطيور ، ويكون مسؤولا عن الطيور كلها في الغابه فمن يجد في نفسه الشجاعه والقدره على اتخاذ القرار وحكم الطيور،  فليحضر إلى الملك .

سمعت الحيوانات نداء منادي  الملك في الغابة ،  ذهب الطاووس وهو فارد ريشه بسعادة  كبيرة ، وقال أنا سأتقدم لأكون ملك الطيور ، من  أجمل مني ومن  ريشه  أفضل  مني  ، وذهب وهو يردد ويقول بفخر وغرور ،  ما أجمل ألواني الجميله فليس هناك أجمل مني  في الغابة من الطيور ، وهنا سمع البغبغاء المنادي ينادي في الغابة ، وقال ، انا ساذهب فمن يتلك تلك الألوان الزاهية من الطيور ، ومن يمتلك لسان يستطع تقليد كل حيوان وطير من الطيور ، سأذهب فانا الذي سأفوز أعرف .

سمعت النعامة المنادي وقالت ، وأنا فمن من الطيور أكبر منى حجما ليكون الملك ويحكم مملكة الطيور ، ذهبت النعامة بفرح الى الاسد ملك الغابة ، وهنا سمع الغراب المنادي ينادي ،  فكر الغراب وقال وأنا  لست امتلك ريشا جميل ملون ، بل لوني هو الاسود كما أن الجميع لا يحبني بالغابة ، ويخافون منى فلن يقبلني ملك الغابة ، و لن يختارني الأسد لأنني أسود قبيح الشكل ولكن الطاووس والببغاء  وحتى العامة مميزون ، وسيختار منهم  ملكا للطيور ، فماذا افعل لابد من تغير شكلي ، وبعدها  ذهب إلى الطاووس  ، وقال له هل برجاء ، أيها الطاووس الجميل هل  تعطيني بعض من ريشك أيها الطاووس  ، رفض الطاووس واخذ يسيره متبخترا ، حتى يغيظ الغراب .

 

ذهب الغراب بهدوء إلى  طاووس اخر بالغابة ،  وكان نائم واخذ منه الريش  الذي يريده ، وبعدها ذهب إلى  بغبغاء وكان ايضا نائم وقت القيلولة ،  فأخذ منه بعض الريش هو الأخر ،  وضع  ريش الطاووس  والبغبغاء الملون الجميل ، وصنع جناحان جميلان وكبيران من ريش الطاووس وريش الببغاء ،  وبعدها ذهب الى الأسد ملك الغابه  .

 

 

كان الغراب شكله جميلا ومختلف بعد أن وضع ريش البغغاء وريش الطاووس ، وكان مميز عن باقي الطيور ، وهنا نظر الأسد إلى الأربع طيور وقال الاسد لوزيره ، فليتقدم أول الطيور حتى اختبره ، وهنا تقدم الأول وكان الطاووس فقال له الملك  ، ما هي مؤهلاتك أيها الطائر ،  فقال الطاووس انا جميل أيها الملك كما تراني و فرد الطاووس ، ريشه  لأعلى وكان جميل جدا قال له الملك هل التصرف ايها الطاووس قال الطاووس نعم استطيع التصرف ، فقال الملك وكيف ستتصرف أيها الطاووس رد الطاووس قائلا ، ومن يجرؤ على عدم معارضتي وأنا أجمل الطيور وليس لأحد بمثل جمال ريشي الجميل ، شعر الملك بغرور الطاووس وهنا قال للبغبغاء وانت كيف ستستطيع التصرف ، فرد البغباء ومن يستطيع النطق امامي يا ملك الغابة فأنا أقلد كل طائر وحيوان ولدي صوت عذب وجميل ، فلن يستطع أي طائر فتح فمه ، ابتسم الأسد لغباء البغبغاء الشديد ، وهنا اقتربت النعامة وقالت ، أنا أستطيع  ايها الملك ان احكم الطيور ، نظر الملك لها قائلا وكيف تواجهين الأعداء أيتها النعامة ، ردت النعامة وقالت ادفن راسي في الرمال فلا يراني العدو أيها الأسد ، فضحك الاسد من غباء وسذاجة النعامة .

 

نظر الغراب الى الطيور الثلاثة وبعدها القى الجناحان المزيفان ، نظر له الاسد قائلا ، ماذا تفعل ايها الطائر وقل لي من انت ، قال الغراب ، أنا أيها الأسد الغراب الأسود ، قبيح الشكل كنت اعتقد بان الجمال هو كل شيء ولكن بعد ان استمعت للطاووس والبغبغاء والنعامة ، اكتشفت بانني في نعمة كبيرة واحمد الله عليها وهي العقل ، الذي لا اريد غيره فهو يستطيع حمايتي ويجعلنى احسن التصرف ، فالجمال زائل في النهاية ولكن العقل باقي ، وهنا اعجب الملك بالغراب وقام بتعينه ملك للغابة، لانه وجد فيه العقل المفكر والمدبر الذي سيستطيع التصرف به والتحكم .

 

بقلم منى حارس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *