بيوم من الأيام كان هناك عشا جميلا في إحدى الأشجار الكبيرة مليء بالسعادة الغامرة، كان يسكن به عصفور وزوجته وابنهما الصغير الذي قد اعتاد اللعب مع أصدقائه في وجود أبويه كل يوم، ولكن وقت ذهاب الأبوين بحثا عن الطعام كل صباح يتوجب عليه المكوث وحيدا بالعش.

كان ذلك العصفور دائما ما ينفذ أوامر والديه قبل رحيلهما كل صباح بألا يخرج من العش مطلقا مهما حدث، ولكن في إحدى الأيام سولت للصغير نفسه بالخروج من العش والاستمتاع باللعب مع أصدقائه، وبالفعل نفذ خطته وخرج ولعب واستمتع كثيرا وعزم على إخفاء الأمر عن والديه مخافة من عقابهما واستمرارهما في حبسه، وحال عودة والدته سألته: “هل خرج اليوم أميري الصغير من قصره؟”

أجابها صغيرها: “لا يا أمي، فأنا لا أعصي لكِ أمرا”.

جزاء العصفور الصغير على كذبه:

تعددت الأيام ومازال الصغير مستمرا في الكذب على والديه وكل يوم يخرج من عشه يمرح ويلعب ولا يلقي لهما بالا حتى جاء اليوم الذي تعقبه فيه طائر كبير الحجم وعزم على إبراحه ضربا، والعصفور الصغير يطير بكل ما أوتي من قوة وبكل استطاعته ويبكي متوسلا أي أحد أن ينقذه من بطش ذلك الطائر الذي يتوعده، وفجأة استطاع رؤيته أحد العصافير الكبار وتمكن من التعرف عليه فذهب مسرعا على الفور وبلغ والديه، ولكن الوالدان أنكرا على صغيرهما خروجه من العش وأنه لا يكذب عليهما أبدا لذلك لم يذهبا ويتحققا من الأمر واستكملا عملهما، وعندما عادا وجدا صغيرهما يبكي ولا يستطيع الوقوف على قدميه من شدة ما لحق به من ضرب، وعلى الفور اعترف لهما بخطئه الفادح بكذبه عليهما ووعدهما بألا يقترف مثل ذلك الخطأ طالما حيي وطلب منهما العفو والسماح وأنه قد تعلم درسا قاسيا لن ينساه طوال حياته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *