قصة الطفل الذي غير مجري الانسانية
في يوم من الايام عاد طفل من المدرسة إلي المنزل حزين يبكي بشده وصدره يعلو ويهبط في سرعة و نحيبه يمزق نياط القلب، دخل الطفل علي أمه في انكسار واضح وحزن يملئ عيناه، وبمجرد أن رأته امه احتضنته بعينيها قبل صدرها وسألته وعيونها تدمع حزناً علي صغيرها ” ماذا بك يا بني ؟ من أحزنك أخبرني ؟ لا عشت إن عاش فيك الحزن والألم ساعة ، أجابها الصبي وهو مستمر في البكاء : لقد قال لي المدرس اليوم في المدرسة أنني صبي غبي لا فائدة مني أبداً، ولا فائدة من تعليمي من الاساس، قالها لي يا أمي وسط ضحكات جميع زملائي لقد أهانني أمام الجميع، ولن اتمكن من الذهاب إلي المدرسة مرة ثانية .
مسحت الام دموع صغيرها ولثمت خده في حنان وهو تقول : لا تحزن يا صغيري، فإنهم لا يدركون موهبتك بعد، ولا زال ذكاؤك ونباهتك غائبة عنهم، ولكن لن يمر وقت طويل حتي يدرك الجميع نبوغك .. بدأت الام الذكية تحفز طفلها وتشجعه حتي عاد في اليوم التالي متناسياً تماماً اهانة استاذة، وبعد ثلاثة أشهر جاءها وقد تضاعف حزن وانكساره لأن ناظر المدرسة قد طرده، أخذته امه وذهبت إلي المدرسة لتعلم السبب فأخبرها الناظر في غلظة وقسوة واضحة أنه طفل متخلف ومعاق وهذه المدرسة لم تؤسس للمعاقين .
عادت الام مع طفله الي المنزل وقد أقسمت أن تجعل الجميع يقول علي أبنها أذكي طفل في العالم .. وكانت الام تردد هذا القسم كل صباح علي مسامع ابنها، ولم تكتفي بالكلام وحسب، بل أخذت علي كاهلها مهمة تعليمية، فاستدعت له المدرسين وبدأ يتعلم في المنزل، كانت تستقطع من مالها الضئيل حتي تشتري له كل ما يحتاج من أجل التعليم العملي والنظري، لم تتعب ولم تيأس، بل كانت سعادة طفلها دافعاً لها للمزيد من العطاء .
وبعد عشرين عاماً كان العالم كله يتحدث عن العبقري الذي أضاء العالم بأكمله .. إنه توماس أديسون مخترع المصباح الكهربائي والذي لولاه لكانت الأرض تسبح في ظلام دامس حتي يومنا هذا .