قصة الشقة 13
اهلا وسهلا بكم متابعي موقع قصص
لقد اضفنا اليوم قصة جديدة
استمتعوا!
هذه القصة من حصريات موقع قصص
في أحد أحياء المدينة القديمة، حيث تجثم المباني المتهالكة وتتناثر أنقاض الزمن، كان هناك مبنى سكني يُعرف بـ “برج الأزمنة”. كان المبنى قديمًا ومتهدمًا، لكن كان له سحره الخاص الذي يجذب أولئك الذين يبحثون عن الأرخص والأكثر هدوءًا.
انتقل يوسف، شاب في الثلاثين من عمره، إلى شقة في الطابق العلوي من البرج. كان يبحث عن مكان هادئ للعيش بعيدًا عن صخب المدينة، ولذا كان يشعر بالسعادة لانتقاله إلى هذا المكان القديم. عندما استلم مفاتيح شقته الجديدة، أشار له أحد الجيران إلى الشقة المجاورة، وقال بابتسامة متكلفة: “لا تذهب إلى الشقة رقم 13. إنها مغلقة منذ سنوات.”
لم يأخذ يوسف التحذير على محمل الجد، واعتبره مجرد خرافات. بدأ في تجهيز شقته الجديدة، وترتيب الأثاث وتنظيف المكان. لكن سرعان ما بدأت الأمور تأخذ منعطفًا غير طبيعي.
بعد بضعة أيام من الانتقال، بدأ يوسف يسمع أصواتًا غريبة في أوقات متأخرة من الليل. كانت الأصوات تأتي من الجدار الفاصل بين شقته والشقة المجاورة. كان يسمع صرخات منخفضة وهمسات غير مفهومة، مما جعله يشعر بعدم الارتياح. حاول أن يتجاهل الأصوات ويواصل حياته الطبيعية، لكنه لم يستطع التخلص من شعور الرعب الذي كان يلاحقه.
ذات ليلة، قرر يوسف التحقيق في مصدر الأصوات. كان قلبه يخفق بقوة وهو يذهب إلى الجدار الفاصل، مستمعًا بتركيز. عندما وضع أذنه على الجدار، شعر بشيء غريب يمر عبره. قرر أن يتخذ خطوة جريئة ويذهب إلى الشقة رقم 13. كان مفتاح الشقة في حوزته لأنه كان جزءًا من مفاتيح المبنى.
فتح يوسف باب الشقة رقم 13 ببطء، وواجه ظلامًا دامسًا. كان الأثاث القديم مغطى بالتراب والعناكب، وكانت الرائحة الكريهة تملأ الجو. بدت الشقة وكأنها توقفت عن الحركة منذ سنوات، مع أغطية السرير القديمة والأثاث المهدم.
بينما كان يوسف يتجول في الشقة، لاحظ شيئًا غير عادي. في إحدى الغرف، وجد صندوقًا خشبيًا قديمًا. فتحه ببطء ليجد بداخله مجموعة من المذكرات القديمة والصور الفوتوغرافية، جميعها تعود لعائلة تعيش في الشقة قبل عدة عقود.
أخذ يوسف المذكرات إلى شقته وبدأ في قراءتها. كانت المذكرات تروي قصة عائلة كانت تعيش في الشقة، عائلة كانت تواجه أحداثًا مرعبة وعنيفة. كانت تذكر عن الأصوات الغامضة والأحداث الغريبة التي كانت تحدث في الشقة، وكيف بدأت العائلة تشعر بالخوف حتى اضطروا في النهاية إلى مغادرة المكان بشكل مفاجئ.
مع مرور الوقت، بدأ يوسف يشعر بالقلق بشكل متزايد. بدأت الأصوات تصبح أكثر قوة، والظواهر الخارقة تبدأ في الانتشار إلى شقته أيضًا. كانت الأضواء تتفاجئ بين الحين والآخر، وكانت الأشياء تتحرك من تلقاء نفسها. بدأت الأصوات تتحول إلى صرخات مدوية، وكأنها تحاول الاتصال به مباشرة.
ذات ليلة، بينما كان يوسف نائمًا، استيقظ على صوت صرخات مرعبة قادمة من الشقة رقم 13. قرر أن يذهب إلى هناك مرة أخرى، لكنه اكتشف أن الباب مغلق بإحكام الآن. بينما كان يحاول فتح الباب، شعر بشيء غير مرئي يضغط على صدره، وكأن قوة غامضة تمنعه من الدخول.
بدأ يوسف في البحث عن المزيد من المعلومات حول الشقة القديمة. اكتشف من خلال الأبحاث أن الشقة رقم 13 كانت مسرحًا لجرائم قتل وحشية خلال الستينيات. كان القاتل يختطف ضحاياه ويقتلهم، ثم يتركهم في الشقة، مما جعلها مشهورة بلقب “شقة الموت”.
وصل يوسف إلى نقطة لا يمكنه فيها تحمل المزيد. كانت الأصوات والأحداث الخارقة تأخذ منه كل قوته. قرر أخيرًا أن يغادر المبنى ويترك كل شيء خلفه. في تلك اللحظة، وهو يحمل حقيبته، نظر إلى الشقة رقم 13 للمرة الأخيرة. كان الباب مفتوحًا الآن، وكأن الشقة تدعوه للداخل مرة أخيرة.
عندما خرج يوسف من المبنى، كان يعلم أنه لن يعود أبدًا. ظل يعيش في رعب دائم بسبب ما رآه وسمعه في الشقة، وبقيت شقة رقم 13 كما هي، شاهدة على الظلام والشر الذي يسكنها، تثير الرعب في كل من يجرؤ على الاقتراب منها.