قصة الزائر من المستقبل ج3

0

محمود قرأ الرسالة بتأمل وشعر بالحيرة والفضول. هل كان يجب عليه أن يصدق هذه الرسالة؟ هل كان يجب عليه أن يذهب إلى نيويورك وأن يلتقي بالمقاومة؟ هل كان يجب عليه أن يخاطر بحياته من أجل مصيره؟

في ذلك الوقت، سمع صوت انفجار قوي قادم من غرفته. نظر إلى الخلف ورأى دخانا أسود يتصاعد من نافذته. شعر بالرعب والصدمة. فهم أن المؤسسة قد وصلت إلى غرفته وأنها قد قتلت نفسه من المستقبل. فهم أن حياته في خطر وأن عليه الهروب.

“سائق، سرعة!” صرخ محمود.

“حسنا، حسنا!” قال السائق.

السائق دفع دواسة البنزين بقوة وانطلق بالسيارة بسرعة عالية. محمود نظر إلى الجهاز في يده وشعر بالحيرة. هل كان يجب عليه أن يتبع رسالة المقاومة؟ هل كان يجب عليه أن يذهب إلى نيويورك؟

فجأة، سمع صوت طائرة هليكوبتر تحلق فوق رأسه. نظر إلى الأعلى ورأى شعار المؤسسة مطبوع على جانب الطائرة. شعر بالخوف والغضب. فهم أن المؤسسة قد لحقت به وأنها تحاول قتله.

“سائق، اغير الاتجاه!” صرخ محمود.

“إلى أين؟” سأل السائق.

“إلى المطار!” قال محمود.

“ولكن هذا الاتجاه خطأ!” قال السائق.

“لا تفكر، فقط افعل!” قال محمود.

“حسنا، حسنا!” قال السائق.

السائق أخذ منعطفا حادا وغير اتجاه السيارة. محمود نظر إلى الخلف ورأى الطائرة الهليكوبتر تتبعهم بسرعة. شعر بالرعب والغضب. فهم أن المؤسسة قد لحقت به وأنها تحاول قتله.

“ماذا تريد مني؟” صرخ محمود.

“نريد أن نمنعك من أن تصبح عالما.” قال صوت من الطائرة. “نريد أن نحافظ على التاريخ كما هو. نريد أن نستخدم آلات الزمن لصالحنا وليس لصالحك. نريد أن نسيطر على العالم بواسطة تغيير التاريخ.”

“أنتم مجانين!” قال محمود. “أنتم تلعبون بالنار! أنتم تخاطرون بتدمير التاريخ والوجود! أنتم لا تفهمون حقيقة الزمن وأسراره!”

“لا، نحن نفهمها جيدا.” قال الصوت. “ولكن نحن نستخدمها بذكاء وحكمة. نحن نغير التاريخ للأفضل وليس للأسوأ. نحن نصلح الأخطاء ونزيل العقبات. نحن نخلق عالما أفضل وأكثر سلاما.”

“كذب!” قال محمود. “أنتم تغيرون التاريخ لتتناسب مع مصالحكم وطموحاتكم. أنتم تقتلون الأبرياء وتغيرون مصير الشعوب. أنتم تخلقون عالما أسوأ وأكثر ظلما.”

“لا، هذا ليس صحيح.” قال الصوت. “ولكن لا فائدة من المناقشة معك. لقد حان وقت اتخاذ القرار. إما أن تستسلم لنا وتعطينا الجهاز، أو أن نقضي على حياتك هنا والآن.”

“لا أستسلم!” قال محمود بشجاعة.

“إذا كان هذا رأيك، فإلى الجحيم!” قال الصوت.

الطائرة الهليكوبتر أطلقت صاروخا نحو السيارة التي كان يستقلها محمود. محمود شعر بصدمة كهربائية في جسده.

محمود شعر بصدمة كهربائية في جسده. شعر بأن الزمن يتوقف حوله. شعر بأنه ينتقل إلى مكان آخر. نظر إلى الجهاز في يده وفهم ما حدث. الجهاز كان يحتوي على آلية دفاعية تفعلت عندما كان محمود في خطر. الجهاز أرسل محمود إلى زمن آخر لإنقاذه من الموت.

“أين أنا؟” سأل محمود بحيرة.

نظر حوله ورأى أنه في مكان غريب. كان في غرفة كبيرة مليئة بالأجهزة والشاشات والأسلاك. كان هناك أشخاص يرتدون ملابس غريبة ويعملون على الأجهزة. كان هناك أيضا روبوتات تتحرك في الغرفة وتساعد الأشخاص.

“أنت في قاعدة المقاومة.” قال صوت من وراء محمود.

محمود التفت ورأى رجلا يقف خلفه. كان الرجل يرتدي بدلة سوداء ويحمل سلاحا في يده. كان الرجل يبدو قديما ومتعبا. لكن محمود تعرف عليه فورا.

“أنت… أنت أنا!” قال محمود بدهشة.

“نعم، أنا أنت.” قال الرجل. “أو بالأحرى، أنا أنت من المستقبل.”

“كيف… كيف حدث هذا؟” سأل محمود بحيرة.

“هذا طويل الشرح.” قال الرجل. “ولكن بإختصار، أنا زعيم المقاومة. أنا من أرسل لك الرسالة على الجهاز. أنا من أخبرك عن المؤسسة وخططها. أنا من دعاك للانضمام إلى المقاومة.”

“ولكن لماذا؟” سأل محمود بفضول.

“لأنك أنت هو الأمل الوحيد لإيقاف المؤسسة.” قال الرجل. “لأنك أنت هو الزائر من المستقبل.”

يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *