قصة الزائر من المستقبل ج1

0

كان محمود طالبا في كلية الهندسة الكهربائية وكان مهتما بموضوع السفر عبر الزمن. كان يقرأ كثيرا عن نظريات أينشتاين وهوكينغ وغيرهم من العلماء الذين اقترحوا إمكانية السفر إلى الماضي أو المستقبل بواسطة ثقوب الدودة أو مجالات الجاذبية. كان محمود يحلم بأن يصبح أول شخص يسافر عبر الزمن ويشهد تاريخ البشرية أو يستكشف مستقبلها.

في إحدى الليالي، كان محمود نائما في غرفته عندما سمع صوتا غريبا يأتي من خزانته. فتح عينيه ورأى ضوءا أزرقا يخرج من خزانته. اقترب من الخزانة وفتحها وفوجئ بمشهد لا يصدق. كان هناك رجل يرتدي بدلة فضية ويحمل جهازا صغيرا في يده. كان الرجل يبدو مذعورا ومصابا بجروح في وجهه وجسده.

“من أنت؟” سأل محمود بدهشة.

“أنا زائر من المستقبل.” أجاب الرجل بصعوبة. “أنا جئت لإنقاذك.”

“إنقاذي؟ من ماذا؟” سأل محمود بفضول.

“من المؤسسة.” قال الرجل. “هي منظمة سرية تسعى للسيطرة على العالم بواسطة تغيير التاريخ. هم يستخدمون آلات زمنية لإرسال عملاء إلى الماضي لقتل أو تغيير مصير أشخاص مهمين في التاريخ. أنت واحد من هؤلاء الأشخاص.”

“أنا؟ لماذا؟” سأل محمود بدهشة.

“لأنك ستصبح في المستقبل أحد أعظم علماء الزمن في التاريخ. ستكتشف كيفية صنع آلة زمنية حقيقية وستستخدمها لإثبات نظرية أينشتاين وهوكينغ. ستكون أول شخص يسافر عبر الزمن وتعود بأدلة على ذلك. ستثور قضية عالمية حول موضوع السفر عبر الزمن وستؤثر على مجرى التاريخ. لذلك تريد المؤسسة قتلك قبل أن تصبح عالما.”

“ولكن كيف تعرف هذا كله؟” سأل محمود بحيرة.

“لأني أنا أنت.” قال الرجل. “أنا محمود من المستقبل. جئت لإنقاذ نفسي من المؤسسة. هم يلاحقونني منذ سنوات وأخيرا تمكنوا من العثور على آلتي الزمنية وتدميرها. لكن قبل أن يقتلوني، استطعت الهرب إلى الماضي والوصول إلى هذه اللحظة. أنا هنا لأخبرك ما يجب عليك فعله لتجنب مصيري.”

“وما هو ذلك؟” سأل محمود بتوتر.

“عليك أن تواصل دراسة السفر عبر الزمن وأن تصنع آلة زمنية خاصة بك. لكن عليك أن تكون حذرا وألا تثير اهتمام المؤسسة. عليك أن تخفي آلتك الزمنية جيدا وألا تستخدمها إلا في حالات الضرورة. عليك أيضا أن تجد حلفاء يساعدونك في مقاومة المؤسسة وحماية التاريخ. هؤلاء الحلفاء هم أعضاء في منظمة تسمى المقاومة. هم مجموعة من العلماء والمغامرين والمثقفين الذين يعرفون حقيقة المؤسسة ويحاربونها. سأعطيك جهازا يتصل بالمقاومة ويخبرك بمكانهم وطريقة التواصل معهم.”

“ولكن كيف سأثق بهم؟” سأل محمود بشك.

“عليك أن تثق بي.” قال الرجل. “أنا أنت وأنت أنا. نحن نشارك نفس الحلم والهدف. نحن نريد أن نعرف حقيقة الزمن وأسراره. نحن نريد أن نستخدم آلات الزمن لخير البشرية وليس لشرها. نحن نريد أن نحافظ على التاريخ وليس أن نغيره.”

“حسنا، سأثق بك.” قال محمود بإقتدار.

“شكرا لك.” قال الرجل. “ولكن عليك أن تسارع. لديك وقت قصير جدا. المؤسسة على وشك الوصول إلى هذه الغرفة. عليك أخذ هذا الجهاز والهروب من هذه المدينة. ابحث عن المقاومة وانضم إليهم. هم سيساعدونك في إتمام مصيرك.”

“ولك، ماذا ستفعل؟” سأل محمود بقلق.

“أنا سأبقى هنا وأواجه المؤسسة.” قال الرجل. “لا يوجد لدي خيار آخر. إذا هربت معك، فإن ذلك سيخالف قانون التاريخ وسيؤدي إلى تشابك زماني خطير.

يجب ألا يوجد شخصان متطابقان في نفس الزمن والمكان. أنا سأضحي بحياتي لإنقاذ حياتك. هذا هو الثمن الذي يجب أن أدفعه لتصحيح خطأ المؤسسة.”

يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *