كان يوماً عادياً في مدينة المستقبل، حيث كان الناس يتنقلون بين الأبنية الشاهقة والسيارات الطائرة والروبوتات الذكية. لم يكن هناك شيء يدل على أن هذا اليوم سيكون مختلفاً عن غيره، حتى ظهر في السماء جسم غريب، كبير، معدني، يشبه الصحن الطائر.

الجميع توقف عن ما كان يفعله ورفع رأسه ليرى المشهد المذهل. بعضهم صرخ بالخوف، وبعضهم تساءل بالفضول، وبعضهم اتصل بالسلطات أو بأحبائه. لم يكن أحد يعرف ما هو هذا الجسم أو من أين جاء أو ماذا يريد.

فجأة، انبعث من الجسم ضوء أخضر قوي، استهدف به أحد الأبنية المجاورة. تحطمت النوافذ وانفجرت الجدران وسقطت الأشلاء. صدر صوت عالٍ مزعج، كأنه رسالة أو تحذير. لم يفهم أحد معناه.

الذعر انتشر بين الناس، الذين بدأوا بالهروب بشتى الاتجاهات. لكن لم يكن هناك مفر من الزائر الغامض، الذي استمر في تدمير المدينة بأشعته الخضراء. لم تستطع قوات الأمن أو الجيش أو حتى الأقمار الصناعية التصدي له أو التواصل معه.

في غضون دقائق، تحولت مدينة المستقبل إلى ركام ودخان ودماء. لم يبق من سكانها سوى قلة قليلة، مختبئة في الملاجئ أو المستشفيات أو المساجد. لم يعرفوا ما حدث أو لماذا حدث أو ماذا سيحدث بعد ذلك.

ولم يعرف أحد أن الزائر لم يكن سوى طائرة استطلاع من كوكب آخر، جاءت لجمع بعض البيانات عن الحياة على الأرض. ولم تكن تدرك أن أشعتها التي تستخدمها للفحص والتحليل تسبب ضرراً للكائنات الحية. ولم تكن تقصد أي ضرر أو عدوان.

ولكن كان فات الآوان للاعتذار أو التبرير. فقد انتهى كل شيء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *