اهلا وسهلا بكم متابعي موقع قصص
 لقد اضفنا اليوم قصة جديدة
 استمتعوا!

هذه القصة من حصريات موقع قصص

كان الصيف قد بدأ يتلاشى في مدينة هادئة حينما تلقى آدم، الذي يعيش بمفرده في منزله القديم، رسالة نصية غير متوقعة على هاتفه المحمول. الرسالة كانت تحتوي على رقم غريب لم يره من قبل. اعتبر آدم في البداية أن الأمر ربما يكون مزحة من أحد أصدقائه، لكنه قرر التحقق من الأمر بدافع الفضول.

اتصل آدم بالرقم. أول مكالمة كانت مجرد صوت مشوش، كان أشبه بصفير رياح بعيد. بعد لحظات، تلاشى الصوت وكأن الخط قد قطع. لم يكن هناك من يرد على اتصالاته اللاحقة، ففكر آدم في أنه ربما كان هناك خلل في الاتصال. ولكن بعد عدة مكالمات مماثلة، بدأ الصوت في التحول إلى همسات مريبة، تتخللها كلمات غير مفهومة: “هو في أي مكان في البيت” و”لن تهرب”.

بدأت المكالمات تأتي في ساعات متأخرة من الليل. كلما رفع آدم الهاتف، كان يسمع أصواتًا غير واضحة، تزداد غموضًا وتوترًا. في كل مرة، كانت المكالمات تأتي من رقم مختلف، ولكن النمط كان متشابهًا: أصوات غير مريحة وكلمات تهديدية. بدأ آدم يشعر وكأن هناك شيئًا غير مرئي يتعقبه، شيئًا يراقبه في كل حركة.

الأحداث الغريبة لم تقتصر على المكالمات فقط. فجأة، بدأت الأضواء في منزله تومض بشكل غير مبرر، والأشياء كانت تتحرك من مكانها وكأنها تعيش حياة خاصة بها. ظلال غير مرئية كانت تظهر في أركان المنزل، تظهر وتختفي بسرعة. كل ليلة كانت تجلب معها شعورًا متزايدًا بالخوف، وكانت المكالمات تتكرر مع كل دقيقة تمر، متزايدة في شدتها وقسوتها.

أصبح آدم غير قادر على النوم، وفقد قدرته على التركيز في عمله. بدأت المكالمات تأتي بشكل متكرر لدرجة أنه كان يسمع الأصوات حتى عندما لم يكن الهاتف في متناول اليد. كانت الهمسات تتسلل إلى أحلامه، تجعله يستيقظ في حالة من الهلع. كان يشعر وكأن هناك شيئًا يحاول تحطيم عقله وتدمير حياته.

قرر آدم أن يبحث عن مصدر الرقم، ولكنه لم يجد أي معلومات عن الرقم في أي من قواعد البيانات المتاحة. الأرقام كانت تبدو وكأنها تتغير باستمرار، كما لو أن الكائن الشرير الذي يقف وراء المكالمات كان يتلاعب بكل ما حوله. كل محاولة للبحث عن مساعدة أو تفسير لم تكن سوى محاولة فاشلة، حيث كانت المكالمات تزداد رعبًا.

في إحدى الليالي، أثناء مكالمة متأخرة، بدأ الصوت على الطرف الآخر في التحول إلى شكل واضح. الكائن الشرير ظهر في شكل مشوه ومخيف، وكان الصوت مليئًا بالشر والإرهاب. أخبر آدم أنه لم يكن هناك أي وسيلة للهروب، وأنه كان يستمتع بكل لحظة من خوفه. الكائن أكد له أنه كلما حاول الهروب، كلما زادت معاناته.

وصلت الأحداث إلى ذروتها عندما بدأ آدم يشعر بالضيق بشكل متزايد. لم يعد قادرًا على التمييز بين الواقع والخيال. كل حركة في المنزل كانت تثير رعبه، وكل صوت كان يعزز من مشاعره المزعجة. كان يشعر وكأن الكائن الشرير قد تسلل إلى كل زاوية في حياته، يشل قدرته على التصرف بشكل عقلاني.

في النهاية، وبعد أسابيع من المعاناة المستمرة، لم يتمكن آدم من تحمل الضغط أكثر. في محاولة يائسة لإنهاء معاناته، قرر أن يتوقف عن استخدام الهاتف تمامًا، وعزل نفسه في منزله. ولكن حتى في عزلة تامة، كانت الأحداث تستمر في التفاقم. الظلال كانت تزداد وضوحًا، والأصوات كانت تتعالى، وكل محاولة للابتعاد عن الخوف كانت بلا جدوى.

مات آدم في منزله، وكان جسده ممددًا على الأرض في حالة من الانهيار الكامل. العينان المرهقتان تعكسان الرعب الذي عاشه، والبيت كان يملأه صرخات الصمت. ولكن حتى بعد موته، استمر الرقم في الاتصال. المكالمات بدأت تصل إلى الأشخاص المحيطين بآدم، وبثت الرعب في حياتهم كما فعلت مع آدم.

سكان المدينة بدأوا يتلقون مكالمات من نفس الرقم الغامض، مما يشير إلى أن الكائن الشرير لم يتوقف عن عمله. بدلاً من إنهاء العذاب، انتقل الرعب إلى ضحايا جدد. الرقم، الذي كان يحمل الرعب والفزع، أصبح رمزًا للشر الذي لا يمكن الهروب منه.

وبينما كان الرقم يواصل الظهور17 كان الوهم يستمر في الاستيلاء على عقول الناس، تاركًا وراءه سلسلة من الضحايا الذين سيحملون معاناتهم للأبد. وكان واضحًا أن الرعب لم يكن نهايةً، بل بداية لدوامة مستمرة من الخوف والألم.

 

النهاية

 

انتهت القصة نتمنى انكم استمتعتم بقراءة القصة لا تنسى المشاركة ليستمتع غيرك.
ادارة موقع قصص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *