قصة الرجل الغني والطائرة المنكوبة
كان هناك رجل غني جداً، لديه كل ما يريده من مال ومنزل وسيارات ومجوهرات. لكنه كان بخيلاً ومغروراً، ولا يحب أن يتصدق على الفقراء أو يساعد الضعفاء. كان يحتقر كل من هو دونه في الثروة أو الشهرة أو الجمال. وكان يفتخر بنفسه ويتباهى بما يملك أمام الناس.
في يوم من الأيام، قرر الرجل الغني أن يذهب في رحلة إلى بلد آخر، ليستمتع بالمناظر الطبيعية والثقافة المحلية. فأخذ معه حقيبة كبيرة مليئة بالمال والمجوهرات، وصعد إلى طائرته الخاصة. وبعد ساعات من الطيران، حدث خلل في المحرك، فأصبحت الطائرة تهبط بسرعة نحو الأرض. فخاف الرجل الغني كثيراً، وصرخ: “ أنقذوني! لا أريد أن أموت! لدي كل شيء في هذه الحياة!”
ولكن لم يسمع أحد صوته، فكان وحيداً في الطائرة. فأخذ حقيبته المليئة بالثروات، وقال: “لعل هذه تنفعني في شيء”. ففتح نافذة الطائرة، وألقى بها خارجاً، آملاً أن تساعده على التخفيف من وزن الطائرة. لكن لم يفد ذلك في شيء، فظلت الطائرة تهوي نحو الموت.
فقال الرجل الغني: “ما فائدة هذه الثروات التي جمعتها طوال حياتي؟ لم تنفعني في شدة أزمتي. لقد كان علي أن أستخدمها في خير الناس، وأن أشاركهم من نعمتي. لقد كان علي أن أكون كريماً ومتواضعاً، وأن أحب الخير للجميع. لكن الآن فات الأوان، ولا مجال للتوبة”.
وفي تلك اللحظة، اصطدمت الطائرة بالأرض، فانفجرت وتحولت إلى حطام. ومات الرجل الغني معها، ولم يبق من ذكره شيء.
والعبرة من هذه القصة هي: أن المال والثروات لا تدوم إلى يوم الدين، ولا تجلب السعادة إلا إذا استخدمت في طاعة الله وخدمة خلقه. وأن المؤمن الحكيم هو الذي يزكي ماله بالصدقة والإحسان، ويتقن عمله بالإخلاص والأمانة، ويعيش حياته بالرضا والشكر. فهذا هو السبيل إلى الفلاح في الدنيا والآخرة.