قصة الدجاجة الجادة وحيوانات المزرعة الكسولة
في مزرعة لأحد الفلاحين كانت هناك دجاجة جادة في عملها دونا عن سائر حيوانات المزرعة، وعلى الرغم من كل التحديات التي كانت تواجهها من كسل واضح ومقصود من أصدقائها الحيوانات بالمزرعة إلا إنها لم تستطع التخلي عن مبادئها التي تميزت بها عنهم جميعا.
التقطت الدجاجة بعض حبات القمح وقررت زراعتها في قطعة الأرض الفارغة التي بالمزرعة، سألت البطة أن تعينها وتقاسم معها المحصول، ولكن البطة ردت عليها قائلة: “إن الجو حار أيتها الدجاجة، وإني أفضل البقاء في المياه على مساعدتكِ، ليتني أستطيع مساعدتكِ يا صديقتي”.
ذهبت الدجاجة للبقرة لكي تساعدها، ولكن البقرة أيضا قالت لها: “أيتها الدجاجة إنني أشعر بفتور، ولا يمكنني مساعدتكِ لا لأنني لا أريد!، ولكن لأنني لا أستطيع في الوقت الحالي”.
لم تيأس الدجاجة من طلب مساعدة أصدقائها، واستمرت في طلبها منهم، فذهبت للكلب: “أيها الكلب الوفي أيمكنك مساعدتي في زراعة بذور القمح هذه؟!”
فأجابها الكلب: “أيتها الدجاجة تدرين أنني أمكث طوال الليل سهرا على حمايتكم، فكيف تتجرئين وتطلبين مني أن أساعدكِ في زراعة حبوب القمح صباحا؟!”
ولكن الدجاجة تعلم جيدا أن الكلب يقضي طوال الليل في نوم عميق لدرجة أن الثعلب الماكر كاد يأكلها في أكثر من محاولة منه لولا مالك المزرعة أطلق رصاصة في الهواء الطلق!
هروب الحيوانات من مساعدتها لم يقلل من إصرارها ولا من عزيمتها على زراعة حبات القمح بأرض المزرعة، فذهبت لزراعتها بمفردها وعلى الرغم من حرارة الشمس الحارقة، وعلى الرغم من الوقت الطويل الذي استغرقته الدجاجة في الزراعة لأنها بمفردها، إلا إنها تمكنت من إنجاز ما أرادت فعله.
ومن جديد وبعدما التمست لهم الأعذار طلبت منهم المساعدة في تنظيف الحشائش الضارة من القمح بعدما كبر، ولكن من جديد كل حيوان منهم اختلق عذرا أقبح من ذنب لكيلا يساعدوها فيما طلبت منهم، فالبطة ادعت بأنها مريضة، والبقرة أرادت النوم ومساعدتها ليلا عندما تستيقظ!
والكلب نبح في وجهها لدرجة أنها خشيت منه وامتلأ قلبها رعبا، لم تجد من أي واحد منهم أية مساعدة، فعلمت أن عليها فعل كل شيء بنفسها، وبالفعل زرعت حبوب القمح وعملت على الاهتمام بها وعنايتها وأبت أن تطلب العون منهم مرة أخرى.
وليتها سلمت منهم، إلا إنهم كانوا يتنمرون عليها وعلى ما تفعل كل يوم صباحا ومساءً، وعندما استوى القمح حصدته الدجاجة الجادة، وخزنته جيدا، وقامت بطحن حباته لتصنع خبزا جميلا وشهيا للغاية.
وما إن طحنت بعضا من حبات القمح الذي خزنته جيدا، أشعلت النيران وعهدت لصنع أول رغيف من الخبز، والذي كانت رائحته قد عبأت المزرعة بأكملها، كانت في هذه الأيام قد قصر في أكلهم وشربهم الفلاح رغما عنه، فقد أتاه استدعاء جاد، فترك أمر المزرعة وحيواناتها لأحد أصدقائه والذي كان يغلب عليه طبع الكسل اللعين.