قصة الخس
يحكى أنه في سالف الزمان كان يوجد صياد يعيش حياته بسعادة، وفي إحدى المرات وهو سائر في طريقه التقى بسيدة عجوز وقد قامت بالتحدث معه حيث سألته أن يعطيها الطعام فهى جائعة ولا تمتلك شئ، فرق قلب الصياد لتلك العجوز حتى أنه أعطاها كل ما يمتلكه من طعام وغادر.
أثناء مغادرته استوقفته مرة أخرى وقالت أيها الصياد الطيب نظيرًا لقلبك الطيب وكرمك فأنا سأخبرك بسر فأنصت لها الصياد، فقالت العجوز في طريقك توجد شجرة كبيرة من البلوط يوجد عليها ثلاثة طيور وعباءة كل ما عليك هو أن تصوب أحد سهامك على المنتصف حتى تستطيع الحصول على العباءة وكذلك على ريشة من الطائر، واحرص على تلك العباءة والريشة وبذلك فإنك كل يوم عند الاستيقاظ ستجد تحت وسادتك قطعًا من الذهب.
أكمل الصياد سيره وبالفعل وجد ما قالت عليه العجوز ونفذ ما أوصته به وحصل على العباءة والريشة وأخذهما ونام، وعندما استيقظ في الصباح وجد بعض القطع الذهبية أسفل وسادته وظل على هذا الحال إلى أن جمع ثروة فقرر الخروج للتجول حول العالم.
جمع الصياد ثروته وخرج وظل يتجول ويتنقل بين المدن إلى أن مر بقلعة لفت نظره بها تلك الفتاة وقد كانت فتاة جميلة وأعجب بها الصياد كثيرًا، فتقدم إلى القلعة وطلب منهم أن يستضيفوه لبضعة أيام وكان ذلك ما تريده العجوز التي توجد مع الفتاة الشابة حيث كانت تعرف ما يمتلكه هذا الصياد وهو العباءة والريشة وكانت تود الحصول عليهم.
بقي الصياد في القلعة وظلت تستنزفه العجوز مقابل إقامته بالقلعة حتى استطاعت في البداية سرقة الريشة والآن آن أوان الحصول على العباءة، فكلفت الفتاة بتلك المهمة إلا أن الفتاة رق قلبها على حال الصياد الذي فقد كل أمواله وسرقت منه الريشة ولكنها أجبرتها على فعل ذلك.
قامت الفتاة بإتقان دورها في رسم الحزن فسألها الصياد ما بها فقالت بأنه يوجد في أعلى الجبل كهف يوجد به الأحجار الكريمة والمجوهرات وهى تريدها ولكن لا أحد يستطيع الوصول إليه، فقام الصياد بلف نفسه والفتاة بالعباءة فانتقل إلى الكهف وجمع لها الكثير من الأحجار والمجوهرات وأعطاها لها ولكنه شعر بالتعب وطلب أن يستريح قليلًا فوافقت وعندما نام سرقت العباءة وعادة للعجوز.
استيقظ الصياد وعرف ما حدث له من خدعة وقرر الانتقام لما حدث له فظل يسير حتى يستطيع الوصول إلى القلعة وفي طريقه مر بحقل زرع به الخس وكان يشعر بالجوع فأخذ القليل منه ولكن عندها تحول إلى معزة، وكان إلى جانبه نوع آخر من الخس وعندما تناوله عاد لطبيعته وهنا طرأت له الفكرة فقام بأخذ بعض الخس المسحور وتوجه إلى القلعة بعد أن أخفى شكله وطرق عليهم الباب.
فتحت العجوز فقال لها أنه يحمل نوعًا من أجود أنواع الخس في المملكة وهو متوجه به إلى الملك ولكنه يشعر بالتعب وبحاجة للراحة قليلًا، فوافقت وطلبت أن تتذوق هذا الخس فأعطاهما، فتحولت الفتاة والساحرة العجوز إلى معزتين فاستعاد الصياد أشيائه، فأعطاهما الصياد لطحان وظلا معه فترة ومن الوقت إلا أنه عاد للصياد واخبرها بأن المعزة العجوز ماتت والمعزة الصغيرة حزينة جدًا ويمكن أن تموت أيضًا، فأخذها وأطعمها من النوع الآخر فعادت إلى طبيعتها وأخبرته أن العجوز أجبرتها على ما حدث فسامحها واجتمعا معًا في سعادة.