قصة الخراف السبعة والذئب في المزرعة
بيوم من الأيام أرادت الأم الذهاب للسوق وشراء بعض حاجات المنزل والمتطلبات، طلبت من أبنائها ألا يثيروا الفوضى وألا يفتحوا أيضا الباب للغرباء، وآثرت الأم قبل ذهابها أن تقص على مسامع أبنائها قصة الخراف السبعة حتى لا يقعوا بنفس الصعاب التي وقعوا بها الخراف، فبدأت في سرد قصتها الشيقة قائلة…
يا أطفالي الغاليين بيوم من الأيام كان هناك في زمن بعيد ذئب وحش شرير، وكان يعيش بالقرب من منزل الخراف السبعة، وكان بكل يوم يترصد لهم ولوالدتهن الحنون ويفتعل المشاكل، كان لا يترك فرصة إلا وأراد الفتك بهم جميعا.
وبيوم من الأيام خرجت أمهن لتشتري لهن الملفوف، ذاك الطعام الذي يعشقون، وأخبرتهم جميعا قائلة: “يا حب الرمان يا شجعان لا تفتحوا الباب للغرباء، أخبركم شيئا لا تفتحوا الباب إلا إذا تأكدتم من أنني أنا الطارق والدتكم الحبيبة”.
واتفقت معهم على كلمة السر إذا قالتها والدتهم يفتحوا لها الباب على الفور، والكلمة كانت (يا أطفال يا أحباب هيا افتحوا الآن الباب، اشتريت لكم رأس الملفوف، وهو طعام جدا معروف).
ذهبت الأم للسوق، وأغلقوا الصغار الباب، ولكن كان هناك من يتلصص عليهم ويسترق السمع، لقد كان الذئب الماكر، وقد استمع لكلمة السر بتمعن وإحكام، وبمجرد أن غادرت الأم جاء الذئب وطرق الباب، فطلب منه أحد الخراف السبعة أن يقول كلمة السر، فتغنى الذئب بها، وما إن هم أحد الخراف ليفتح الباب حتى اوقفه أحدهم قائلا: “إنها ليست بأمنا، فصوتها لا يشبه صوت أمنا”.
فنظروا جميعا أسفل الباب ورأوا أقدام الذئب، فتراجعوا عن فتح الباب، وكان بالفعل الذئب يسترق السمع فأصبح على دراية بكل ما دار بين الخراف السبعة.
وفي المحاولة الثانية منه، ذهب عند الحداد وطلب منه ترقيق صوته ليصبح شبيها بصوت أم الخراف، وصبغ لون أقدامه مثلها باللون الأبيض، وبالفعل ذهب إليهم وتغنى بكلمات السر، واستجاب له الخراف السبعة إلا واحد شعر بأنها ليست بوالدتهم، فركض واختبأ بداخل المدفأة.
وكان الصغار قد فتحوا الباب وصدموا مما رأوه، لقد كان الذئب الماكر متخفيا بملابس والدتهم ومقلدا صوتها الدافئ، وقام بالتهامهم واحدا تلو الآخر إلا رقم سبعة، واستغرق منه الأمر الكثير من الوقت للبحث عليه، وأخيرا وجده داخل المدفأة.
أدخل يده محاولا الإمساك بالصغير، ولكنه فشل في ذلك فاضطر للنفخ في الفرن ظنا منها أنه سيستطيع هدمه فيخرج الصغير ويلتهمه ويضمه لبقية إخوته الذين ببطنه.
نفخ نفخة وورائها نفخة ولكنه لم يستطع فتحول لونه من الأسمر للأحمر، وتعددت محاولاته وأخفق مرات ومرات، ولكن الإخفاق لم يزده إلا عناد.
فخرج من المنزل وصعد إلى السطح، ولكن بطنه كانت حائلا بينه وبين المدفأة بالأعلى، فخطرت بباله فكرة، فأخرج الستة خراف من بطنه وصرخ في وجههم وألزمهم بالجلوس والثبات حيث وضعهم حتى يتمكن من الإمساك بالسابع وضمه لمجموعته.
وبالفعل جلسوا الخراف وقد علت على وجوههم أثر الصدمة والدهشة، ونزل الذئب في المدفأة وقد اتسخ برمادها، وما إن انتصف طريقه للوصول حتى سمع صوت إشعال عود ثقاب من الكبريت، انتفض جسده كاملا، ولكنه لم يستطع التسلق بجدارة، فأصابت النيران بعضاً من جسده.
كانت الأم قد عادت من السوق، وطمأنت صغيرها الذي بالفرن وأخرجته، وما إن أشعلت الفرن ووضعت الطعام لينضج نادت على صغارها الستة الذين كانوا على السطح، فاطمئنوا لها ونزلوا من على سطح المنزل، وفر الذئب هاربا والنيران تشتعل بجسده، وبالكاد فر هاربا من الخراف السبعة ومن والدتهم.
لاذ بالفرار ولم يعد إلى المنزل مجددا، وقد تم تلقينه درسا قاسيا لن ينساه طوال حياته.