قصة الحطَّاب والكلب

0

يحكي أن في يوم من الايام كان هناك حطاباً يعيش في كوخ صغير في احدي الغابات، وكان يسكن معه طفله الصغير وصديقه الكلب الوفي، وكان هذا الحطاب يخرج كل يوم مع شروق الشمس للعمل في الغابة فيقوم بقطع الاشجار وجمع الحطب ولا يعود إلي كوخه إلا قبل غروب الشمس تاركاً طفله في رعاية الله عز وجل اولاً وفي رعاية كلبه الوفي الذي يثق فيه ثانياً، وكان هذا الكلب دائماً يدافع عن الطفل وعن الحطاب ويعتني بهما جيداً .

وذات يوم بينما كان الحطاب عائداً من يوم طويل شاق سمع نباح الكلب يأتي من مسافة بعيدة علي غير عادته، نباح قوي مستمر لا يتوقف، فشعر الحطاب بالقلق الشديد وعمل أن امراً سيئاً حدث، اسرع الي الكوخ وعندما اقترب منه رأي الكلب يركض نحوه بسرعة وهو ينبح وفمه ووجهه ملطخان بالدماء، صعق الحطاب وعلم أن الكلب قد خانه للمرة الاولي واكل طفله الصغير فانتزع فأسه دون تفكير وهوى علي الكلب المسكين يضربه بين عينيه حتي خر صريعاً بين يدي الحطاب .

ظل الحطاب يبكي ويبكي حزناً علي طفله، ثم دخل الي الكوخ وبمجرد دخوله تسمر في مكانه وجثي علي ركبته يعض اصابع الندم، حيث رأي طفله الصغير يلعب علي سريره في سلام وامان وبالقرب منه شاهد حية كبيرة الحجم جسمها ملئ بالدماء وقد لقت حتفها بعد معركة خطيرة، ففهم الحطاب حقيقة ما حدث للمرة الاولي .. وعلم أن صديقه الكلب الوفي هو من انقذ طفله وخاطر بحياته من اجل ذلك في مواجهة الحية التي ارادت أن تلتهم الطفل، امتلأت عيون الحطاب بالدموع وحزن اشد الحزن علي كلبه الذي كان ينبح فرحاً بإنقاذ الطفل من الحياة منتظراً الشكر والتقدير من صاحبه الذي للأسف قابله بالغدر والقتل .

العبرة من القصة : عندما نحب شخصاً ما ونضع به ثقتنا فإننا يجب الا نفسر تصرفاته واقواله كما يحلو لنا، لانه يمكن في لحظة غضب وتهور أن نخسره ونندم علي ذلك طوال عمرنا .. بل علينا أن نتريث حتى نفهم وجهات نظر الآخرين واسباب تصرفاتهم حتي لا نخسرهم ونندم حين لا ينفع الندم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *