قصة الجزيرة الغامضة

0

لقد كانوا يتحدثون عن البحر الأسود بأنه غامض ومرعب ولكن لم أتوقع أبدًا أن أعيش تجربة رهيبة بهذا الحجم. لقد اختفت السفينة التي كنت أعمل عليها في البحر الأسود في الليلة الماضية. كنت أعمل كمهندس ميكانيكي على السفينة، وكنت نائمًا عندما بدأت الرياح تهب بشدة. بسبب صوت العاصفة استيقظت ولكن لم أجد أحدًا على مستوى سطح السفينة. كان البحر يهتز بشدة وقد كان هناك صوت رهيب يرتد على جدران السفينة. لم يكن هناك أي شيء يمكنني القيام به. كل ما كنت أفعله هو الصراخ على الطاقم على الرغم من أنني لم أسمع صوتي بسبب الرياح العاتية.

بعد بضع ساعات وصلت السفينة إلى شاطئ جزيرة معزولة. حدثت اضرار جسيمة بالسفينة من الأسفل وكانت عرضة للغرق اذا أبحرت دون إجراء الإصلاحات اللازمة. وعلى الرغم من اطلاعي على الخريطة الملاحية الموجودة بالسفينة وتأكدي من عدم وجود أي جزر بهذه المنطقة لكن كان من المفاجئ أن هناك جزيرة وكانت هذه الجزيرة مأهولة بالسكان. كانوا ينظرون إلينا بشكل غريب وكانت عيونهم تلمع باللون الأحمر. لم يكن هناك أي مظهر يوحي بالأمان في هذا المكان. كما لاحظت أن الرمال البيضاء الموجودة على الشاطئ كانت تحتوي على نوع من الأسماك السامة وأن الناس المحليين كانوا يتناولونها رغم سميتها ولم يصابوا بأي ضرر، يبدوا انهم حصدوا مناعة من سم هذه الأسماك.

قررنا أنا وبعض من نجو معي من طاقم السفينة عدم التعامل مع السكان المحليين ونأخذ الحيطة منهم، فهذه الجزيرة غير مكتشفه بعد ولا صلة لهؤلاء الناس بالعالم الخارجي كما أننا لا نعرف أي شئ عنهم. بدأنا في اجراء اصلاحات للسفينة بعد حصر الأضرار ومر على وجودنا على الجزيرة ثلاثة أيام مروا بسلام ثم بدأت الأحداث تتغير تدريجيًا، كنا نسمع أصوات غريبة ونرى خيالات تترحك من حولنا شككنا في البداية في أهل الجزيرة وقررنا أن نتأكد من الأمر، ذهبت مع زملائي لاستكشاف الجزيرة وجدنا مدينة مهجورة في الغابة يبدوا أنها غير تابعة للسكان الذين رأيناهم على الشط يوم وصولنا للجزيرة، وأثناء استكشافنا للقرية مضى بنا الوقت حتى حل الظلام وبدأنا نرى الخيالات مرة أخرى حولنا في كل مكان.

سمعت صوت الأقدام تقترب ببطء، عندما التفت لأرى مصدر الصوت، لم أجد شيئاً. لم يكن هناك أي شخص أو حتى حيوان في المنطقة المحيطة بي، ولكن الصوت لم يتوقف. وبدأت أشعر بشيء يتبعني في الظلام. الرعب بدأ ينتابني، ولم يكن هناك أي مكان يمكنني الهروب إليه. فجأة شعرت بأنني أرى شيئاً غامضاً يظهر في الظلام، وكان يقترب بسرعة مني. لم يكن بمقدوري التحرك، كنت مذهولاً وخائفاً، ولكن عندما وصل إلى على بعد خطوات مني اختفى فجأة. لم أكن متأكداً مما حدث ولكني كنت مصراً على أن هناك شيئاً غير طبيعي في هذه الجزيرة.

عدت إلى الشاطئ ومن كانوا معي وقابلنا زملائنا هناك وكان يظهر عليهم الرعب أيضًا. أخبروني بأنهم شعروا بوجود شيء يتبعهم في الغابة، وأنهم رأوا أشياء غريبة تحدث في الليل. كان الجميع يشعر بالخوف والرعب. تمكنا اجراء الإصلاحات اللازمة للسفينة بقدر الإمكان وحاولنا جعلها صالحة للإبحار. ولكن بينما كنا نقوم بالإصلاح لاحظنا أن السكان المحليين كانوا يراقبوننا وينظرون إلينا نظرات غريبة وغير ودودة. أدركنا أن هناك شيئاً خطيراً يحدث في هذه الجزيرة، ولم يكن بإمكاننا الانتظار حتى يأتي أي شخص لإنقاذنا من هنا.

لذا قررنا الإبحار بالسفينة التي تم إصلاحها في أسرع وقت ممكن، ولكننا وجدنا أنفسنا محاصرين في الجزيرة. وبدأت الأشياء الغريبة تحدث من حولنا بسرعة ووتيرة متزايدة، بدأنا نسمع أصواتاً مخيفة تنبعث من الغابة وشعرنا بأننا نحاصر من كل جانب. لم نكن نعلم ما يحدث وكان الخوف يسيطر على الجميع. وفجأة بدأنا نرى أشياء غريبة تظهر في المياه بجوار القوارب كانت هذه الأشياء تشبه الكائنات البحرية لكنها كانت غير طبيعية ومرعبة، في هذه اللحظه شعرت أن كل ما حولنا ضدنا أهل الجزيرة والكائنات البحرية.

لم نكن نستطيع التحرك ولم يكن بيننا وبين السفينة سوى المياه المرعبة. بدأت الأشياء الغريبة بالاقتراب منا، وبدأت تحيط بنا من كل جانب. كنا نرى أعينها الحمراء المرعبة وأجسامها الغريبة التي كانت تتحرك بطريقة غير طبيعية. لقد اصبح الأمر مرعباً للغاية ولم يكن لدينا خيار سوى الصراخ والصراخ. وفجأة سمعنا صوتاً عالياً وضخماً قادماً من بعيد. كان هذا الصوت يشبه صوت الحوت وكان بمثابة الأمل الوحيد لإنقاذنا. وبالفعل ظهر حوت ضخم في المياه، وبدأ يحيط بنا ويحمينا من الأشياء الغريبة. بدأ الحوت بالهجوم على الكائنات الغريبة ويقتلها بطريقة مروعة. وبعد بضع دقائق، اختفت الكائنات الغريبة تماماً، ولم نعد نشعر بالخطر.

تمكنا بعد ذلك من الوصول إلى السفينة والإبحار بأمان، ولكن الرعب الذي شعرنا به لن ينسى أبداً. وبعد العودة إلى أرض الوطن بسلام تم الإبلاغ عن هذه الجزيرة الغامضة، وتم إرسال فريق من العلماء للتحقق من ما حدث هناك وبعد فترة علمت أن العلماء عندما وصلوا إلى الموقع الذي حددناه لهم لم يجدوا أي جزر بتاتًا، لقد ازدت رعبًا من هذه الجزيرة أناس عيونهم حمراء وقرى مهجورة وظلال وأشباح وأصوات غريبة وأسماك وكائنات بحرية عجيبة وفي النهاية الجزيرة نفسها غير موجودة، هل يعقل أن يكون كل ما رأيناه أنا والطاقم خيال أو أحلام؟؟ وهل يعقل أن يحلم أكثر من شخص بنفس التفاصيل والأحداث؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *