قصة التلميذ أمين
ذات يوم من الأيام ، كان هناك طالب ، اسمه خالد ، كان يلعب ، أثناء فترة الاستراحة ، في فناء مدرسته ، مع أصدقائه ، وبينما كان خالد يجري هو ، وأصدقاؤه ، إذ وقعت عيناه على مبلغ معين من المال ، الموجود على الأرض ، فقام على الفور بالتقاطه ، ومن ثم نظر خالد إلى صديقه ، الذي اسمه فارس ، وقد كان يقف خلفه .
قال خالد لفارس : ” لقد عثرت على هذا المال على الأرض يا صديقي ، لا بد أن أذهب به ، على الفور ، إلى مكتب المدير ، حتى أعطيه هذا المال ، الذي عثرت عليه ” ، فرد عليه فارس ، قائلًا : ” ولماذا يا صديقي لا تأخذ هذا المال لك ؟ ” ، لقد وجدت المال على الأرض ، فهذا المال من حقك ” .
غضب خالد للغاية ، من حديث صديقه فارس ، ورد عليه بصوت حزين ، مملوء بالأسى : ” وهل هذا ما تعلمناه بخصوص الأمانة يا فارس ؟ ألم تنصت إلى حديث معلمنا ، الذي شرح لنا فيه أهمية الأمانة ، وأنها لا ترتبط بأي شيء ، لا مكان ، ولا زمان ، فالأمانة هي نفسها الأمانة ، مهما كان ” .
واستأنف خالد ، قائلًا : ” إن هذا المال لا ينبغي أن يكون لي ، فهو ليس من حقي ، فلا بد أن نسأل عن صاحبه ، في إدارة المدرسة ” ، هنا شعر فارس بالحياء ، والخجل من صديقه ، فقال فارس لخالد : ” أعتذر منك يا خالد ، فأنا لم أقصد أخذ مال الغير ، فكرت فقط ، أنه لا صاحب له ” .
رد خالد ، قائلًا : ” لا يوجد أي شيء ، بدون صاحب ، وحتى إن لم يظهر للمال صاحب ، فسأكون فعلت الذي يتوجب علي فعله ، وليتصرف المدير بشأن هذا الأمر ، فهو المسئول الأول ، وبالتأكيد ، سيفعل المدير ما يراه صحيحًا ” ، ومن ثم اتجه إلى المدير ، وحكى له أمر المال .
شكر المدير خالد على أمانته ، وبدأ المدير بالإعلان عن المال المفقود ، في المدرسة ، وقد أخبر الجميع بأن يأخذوا حرصهم على ممتلكاتهم ، وأخبرهم بأنه يجب على الذي فقد مبلغًا من المال ، أن يخبره بمواصفاته ، حتى يتأكد من أنه صاحب المال .
وبالفعل فقد اكتشف تلميذ فقد مصروفات الكتب ، الخاصة به ، وأخبر المدير بما فقده ، فتأكد المدير من صاحب المال ، وطلب المدير من طلاب المدرسة ، تقديم الشكر إلى التلميذ خالد الأمين .