كانت ليلة عاصفة ومظلمة. كان علي وسارة يقودان سيارتهما على طريق مهجور في وسط الغابة. كانوا في طريقهم إلى كوخ صديقهم الذي دعاهم لقضاء عطلة نهاية الأسبوع معه.

فجأة، توقفت السيارة بدون سبب وظهرت على لوحة العدادات رسالة “خطأ في المحرك”. حاول علي إعادة تشغيل السيارة ولكن دون جدوى.

نظر إلى سارة وقال: “لا تقلقي، ربما هو شيء بسيط. سأخرج وأفحص المحرك”. خرج من السيارة وفتح غطاء المحرك. لم يستطع أن يرى شيئا في الظلام، فأخذ مصباحه الكهربائي من الدرج وأضاء به.

لم يجد أي شيء غير عادي في المحرك، فقرر أن يتصل بخدمة الطوارئ. أخرج هاتفه المحمول من جيبه وحاول الاتصال، لكنه لم يجد أي إشارة. “عظيم”، تمتم بسخرية.

رجع إلى السيارة وقال لسارة: “لا يوجد إشارة هنا. علينا أن نبحث عن مكان آخر”. سارة نظرت إليه بقلق وقالت: “ولكن هذا المكان مخيف. هل تعتقد أن هناك أحد بالقرب من هنا؟”.

علي حاول أن يطمئنها وقال: “لا تخافي، ربما هناك بيت أو مزرعة في مكان ما. لن نبقى هنا طويلا”. أغلق غطاء المحرك وأخذ مصباحه الكهربائي معه.

قال لسارة: “تعالي معي، لا تبقي في السيارة وحدك”. سارة خرجت من السيارة وأمسكت بيده. بدأوا يمشون على جانب الطريق، وهم يأملون أن يجدوا مساعدة.

بعد مشي حوالي عشر دقائق، رأوا ضوءًا خافتًا في الأفق. ازداد قلبهما اطمئنانًا، فظنوا أنه بيت أو محطة وقود. سارعوا خطواتهم نحو الضوء، ولكن عندما اقتربوا منه، تفاجؤوا بأنه ليس بيتًا أو محطة وقود، بل كان مقبرة قديمة.

كان هناك صليب كبير في وسط المقبرة، وحوله العديد من القبور القديمة والمتهالكة. شعر علي وسارة بالرعب والخوف،

ولكنهما لم يعد لديهما خيار آخر سوى الاستمرار في البحث عن مساعدة. قرروا البحث حول المقبرة، وبعد بضع دقائق، وجدوا بيتًا قديمًا يقع في الجانب الآخر من المقبرة.

أخذوا يسيران بخطوات حذرة نحو البيت، وعندما وصلوا إليه، وجدوا الباب مغلقًا بإحكام. حاول علي فتح الباب، ولكنه لم يستطع.

قال لسارة: “لا يوجد خيار لدينا سوى البقاء هنا حتى يأتي أحدهم لمساعدتنا”. دخلوا إلى البيت، وجدوا داخله ما يبدو أنه قديم ومتهالك، وكان الأثاث مغطى بالغبار والعفن.

بعد فترة من الوقت، بدأت سارة تشعر بالبرد، فأخذت بعض الأغطية من الأريكة ووضعتها على جسدها. تحدث علي معها لفترة، وبعد ذلك، قررا أن يحاولا النوم.

في الصباح الباكر، استيقظا على صوت يأتي من خارج البيت. خرجا ليجدا رجلًا كبيرًا يقترب منهما. وكان الرجل يرتدي زيًا عتيقًا ويحمل مصباحًا كهربائيًا.

سألهما الرجل: “ما الذي تفعلانه هنا؟”. أخبره الاثنان بمشكلتهما، وبعد ذلك، قام الرجل بإصلاح السيارة وأعادها إلى الحياة.

شكرا الاثنان الرجل، وعندما سألوه عن اسمه، أجاب الرجل: “أنا جون، وأنا أعيش هنا منذ عقود!”. وبعد ذلك، عادا إلى سيارتهما وأكملا رحلتهما إلى كوخ صديقهما.

وعندما سألهما الصديق عن الأمر، قالا له: “كنا في رحلة مغامرة”. وبالرغم من أنهما لم ينسيا تلك الليلة المرعبة، إلا أنهما عادا إلى حياتهما الطبيعية واستمتعا ببقية عطلة نهاية الأسبوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *