قصة البقاء في الغابة

0
قصة البقاء في الغابة

اهلا وسهلا بكم متابعي موقع قصص
لقد اضفنا اليوم قصة جديدة
استمتعوا!

هذه القصة من حصريات موقع قصص

تحذير: القصة تحتوي على مواقف عنيفة وخطيرة وقد تكون غير مناسبة للأطفال.

 

في إحدى الليالي المظلمة، كان الأصدقاء الأربعة، سامر، هشام، فادي، ورائد، على متن طائرة صغيرة متجهة إلى وجهة سياحية نائية. كان الهدف هو الانعزال عن العالم، الابتعاد عن الحياة اليومية المملة، والبحث عن مغامرة جديدة. لكن الرحلة تحولت إلى كابوس عندما بدأ المحرك يتعطل بشكل مفاجئ فوق غابة كثيفة ومعزولة. في لحظات قليلة، فقدوا السيطرة على الطائرة، وتحوّل كل شيء إلى ضجيج وارتطام عنيف.

استفاق سامر أولاً، وشعر بجروح بسيطة ولكنه كان محظوظًا أنه لا يزال حيًا. نظر حوله ليجد أصدقاءه يحاولون استعادة وعيهم. الطائرة تحطمت بالكامل، ولم يكن هناك أي علامة على الطيار. كانت الغابة المحيطة بهم كثيفة، مظلمة، وصمتها كان مرعبًا. مع سقوط الليل، كان عليهم التصرف بسرعة. لا أحد يعرف ما الذي ينتظرهم.

“يجب أن نتحرك الآن!” قال هشام بتوتر وهو يحاول إزالة حطام الطائرة عن أحد الأجنحة. “الطائرة لن تأخذنا إلى أي مكان بعد الآن، علينا أن نجد مأوى.”

فادي كان مشغولًا بتفقد الإمدادات، وقد أدرك بسرعة أن الموارد المتاحة قليلة جدًا. “لدينا بعض الماء وبعض الوجبات الجافة، لكن هذا لن يكفي لأكثر من يومين.”

بينما كانوا يجمعون ما تبقى من الحطام، شعر رائد بعدم ارتياح غريب. “هل تشعرون بشيء غير طبيعي؟ كأن هناك أحداً يراقبنا؟”

كان الجميع يتفقون أن الغابة ليست مكانًا طبيعيًا. مع حلول الليل، اشتدت البرودة، وبدأت أصوات غريبة تصدر من أعماق الغابة. “لا يبدو أن الحيوانات هي الخطر الوحيد هنا”، قال سامر وهو يشعل النار بصعوبة ليبقي الظلام على مسافة.

مع مرور الليالي، بدأت التحديات تتزايد. كانت الغابة تبدو وكأنها تحاصرهم أكثر فأكثر. أصوات الحيوانات المفترسة كانت قريبة، ولكن ما كان يقلقهم أكثر هو آثار الأقدام التي اكتشفوها حول معسكرهم. لم تكن تلك آثار حيوانات. كانت آثار أقدام بشرية، لكن صاحبها لم يظهر. “أعتقد أن هناك من يعيش هنا، وربما لا يحب الغرباء”، قال هشام بجدية وهو ينظر نحو الغابة بعيون حذرة.

في إحدى الليالي، استيقظ سامر على صوت صراخ. كان فادي مفقودًا. اندفعوا للبحث عنه في الظلام، لكن لم يكن هناك أي أثر له سوى حقيبته المتروكة بجانب المعسكر. الخوف بدأ يتسرب إلى نفوسهم. “إنه ليس حيوانًا. هذا شيء آخر”، قال رائد وهو يلمح حركة في الغابة البعيدة.

استمرت الأيام في التدهور. بدأت الهلوسات تسيطر عليهم، وتزايدت الانقسامات بينهم. كانوا يسمعون أصواتًا وكأن أحدًا يهمس لهم، لكن لم يكن هناك أحد. الجوع والعطش زادا من يأسهم. اكتشفوا بقايا معسكرات قديمة ومهجورة في الغابة، مع إشارات إلى محاولات يائسة من أشخاص آخرين للنجاة. لكن جميع تلك المحاولات انتهت بالفشل.

في إحدى الليالي، وبينما كانوا يناقشون خطط الهروب، ظهر فجأة شخص غريب بين الأشجار. كان هزيلاً، بملابس ممزقة، وعيناه مليئتان بالرعب. “ابتعدوا عن الظلام… إنه يطاردكم…” ثم اختفى كما ظهر.

تصاعد التوتر إلى أقصى حدوده. كل ليلة كانت أسوأ من السابقة. بدأت الأمور تتحول إلى صراع نفسي مرير بين الأصدقاء. الخوف والجوع جعلا الثقة بينهم تنهار. في إحدى الليالي، وبينما كانوا يحاولون الهروب من ظلال غير معروفة تطاردهم، أصيب هشام بجروح خطيرة عندما انقض عليه مخلوق غريب في الظلام. تمكنوا من سحبه إلى مكان آمن، ولكن جروحه كانت عميقة، وكان النزيف سريعًا.

“علينا أن نخرج من هنا الآن!” صرخ رائد، وهو يحاول ربط جروح هشام بقطعة من قميصه.

سامر، الذي أصبح أكثرهم برودة تحت الضغط، بدأ يقود المجموعة نحو الأمل الوحيد، قمة جبلية بعيدة، حيث قد يرون علامات للنجدة. لكنهم كانوا يدركون أن الغابة لن تدعهم يهربون بسهولة. كل خطوة كانت مليئة بالخوف والرعب.

في النهاية، بعد ليالٍ من المعاناة والمطاردة من قوى غير مرئية، وصلوا إلى قمة الجبل. تمكنوا من إشعال نار كبيرة، وهي أملهم الأخير في جذب انتباه طائرة إنقاذ. كانت أعينهم متعبة وقلوبهم مليئة بالرعب، ولكنهم كانوا يعلمون أن عليهم البقاء متماسكين ولو للحظات أخيرة.

مع طلوع الفجر، ظهرت طائرة إنقاذ أخيرًا في الأفق. تم إنقاذهم، لكنهم كانوا يعرفون أن شيئًا ما في الغابة لم يكن طبيعيًا. الغابة ليست مجرد أشجار وحيوانات… هناك شيء آخر، شيء قد لا يتركهم أبداً.

 

النهاية

 

 

انتهت القصة نتمنى انكم استمتعتم بقراءة القصة لا تنسى المشاركة ليستمتع غيرك.
ادارة موقع قصص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Skip to content