قصة الامير والثعبان الصغير
يحكي أن في يوم من الايام كان هناك ملك يحكم مملكة كبيرة عظيمة، وهذا الملك كان لديه ابن صغير في السن، كان الامير يحب اللعب مع اصحابه في حديقة القصر كل يوم، ولكنه كان يرغب دائماً في الخروج الي الغابة مع اصحابه، ولكن والده الملك كان دائماً يرفض هذا الطلب .
وذات يوم اخذ الاصحاب والاصدقاء يحاولون اقناع الامير بكل الطرق أن يعصي اوامر الملك ويذهب معهم للعب في الغابة رغم وجود الحيوانات المفترسة بها، لم يستطع الامير أن يقاوم كثيراً، وسرعان ما وافق واظهر الحماس للفكرة، وبالفعل انطلق الجميع الي الغابة واخذوا يلعبون ويمرحون هناك في سعادة .
وخلال اللعب شعر الامير بالجوع الشديد، فوجد امامه شجرة تفاح كبيرة عليها ثمار تفاح ناضجة جميلة، فقطف واحدة وتناولها دون تفكير ودون حتي ان يحاول أن ينظفها او يغسلها، وبعد ان انتهي من تناول التفاحة، شعر انه لا يزال جائع، فذهب وتناول ثمرة اخري ولكن في هذه المرة كانت التفاحة ملفوف عليها ثعبان صغير الحجم ولونه مشابه جدا للون التفاح فتناول الامير التفاحة دون ان يشعر بوجود الثعبان عليها لأنه كان جائع جدا .
وبعد ان انتهي الامير واصدقائه من اللعب عاد الامير الي القصر وهناك بدأ يشعر بالتعب الشديد، حيث ارتفعت درجة حرارته ومرض بشدة واصبح هزيلاً لا يقوي علي الحركة، وعندما رآه والده بهذا الشكل استدعي الطبيب علي الفور لانقاذ ابنه، وبالفعل حضر عدد كبير من الاطباء الماهرين في المملكة، وقاموا بفحص الامير ولكن للاسف لم يتمكنوا من التعرف علي سبب مرضه، لكنهم اعطوه بعض المسكنات إلا ان حالته لم تتحسن، وكان الملك يحزن بشدة علي حال ابنه .
وذات يوم جاء الي الملك احد حراس القصر قائلاً في لهفة : سوف ادلك علي كاهن يعيش في معبد بعيد عن مملكتنا ، وهو الوحيد الذي يمكنه ان يداوي اميرنا الصغير، فأمره الملك بالاسراع لإحضار هذا الكاهن، وبالفعل حضر الكاهن ودخل علي الامير المرض، وبمجرد أن نظر الكاهن اليه عرف أن سبب مرضه هو شئ في معدته، فأخذ يتفحصه جيداً ثم قال للملك : انا احتاج الي بعض الاعشاب النادرة مثل بذور الكمون وبعض اجزاء عش النمل لكى يشفى ابنك الامير .
أمر الملك كل حراس القصر أن يبحثوا عن الاعشاب التي طلبها الكاهن، وبالفعل اخذ الجميع يبحث ويبحث ولكن طالت المدة كثيراً، بجد استمروا في البحث لمدة اسابيع كثيرة وكانت هذه المدة كفيلة بتدهور حالة الامير الصغير، إلى ان وصل احد الحراس اخيراً الي الاعشاب التي طلبها الكاهن الذي اسرع بتحضير حساء للامير، وجعله يشرب الحساء بالكامل .
وبعد ساعات قليلة استعاد الامير قوته وبدأ يتعافي من مرضه ففرح الملك كثيراً وعاش مع ابنه في سعادة وهناء بعد أن تعلم الامير ضرورة عدم تناول اي شئ ملوث، ضرورة غسل الفواكة والخضروات قبل تناولها حتي لا يصاب بحمي من جديد .