قصة الأصدقاء والشجرة

0

كان هناك ثلاثة أصدقاء يدعون سامي ونور ولينا. كانوا يحبون اللعب معا في الحديقة، وكان لديهم الكثير من المرح. كان سامي يحب الركض والقفز، وكان نور يحب الرسم والتلوين، وكانت لينا تحب الغناء والرقص. كان كل منهم يحترم هواية الآخر، ويشاركه فيها.

في يوم من الأيام، كان الأصدقاء يلعبون في الحديقة، عندما رأوا شجرة كبيرة وجميلة. كانت الشجرة مليئة بالفواكه اللذيذة، وكانت تظللها أوراقها الخضراء. قال سامي: “هيا بنا نتسلق هذه الشجرة، ونأكل من فواكهها.” قال نور: “لا، هذا خطر. قد نسقط من الشجرة ونصاب بجروح.” قالت لينا: “لا، هذا غير محترم. قد تكون هذه الشجرة ملك لأحد الناس، ولا يحق لنا أن نأخذ من فواكهها بدون إذن.” قال سامي: “لا تخافوا، لن يحدث شيء سيء. هذه الشجرة في الحديقة العامة، ولا أحد يملكها. تعالوا معي، سأظهر لكم كيف تتسلقون الشجرة بسهولة.” قال نور: “حسنا، لكن احذر من الفروع المكسورة.” قالت لينا: “حسنا، لكن اختار فقط الفواكه التي تبدو ناضجة.”

بدأ الأصدقاء في تسلق الشجرة، بمساعدة سامي. كان سامي يمسك بالفروع القوية، ويسحب نور ولينا خلفه. وصلوا إلى أعلى الشجرة، حيث رأوا منظرًا رائعًا للحديقة والمدينة. شعروا بالسعادة والإثارة. أخذوا بعض الفواكه من الشجرة، وأكلوها بشهية. كانت الفواكه طازجة وعصيرية وحلوة. قال سامي: “ألا ترون كم هذه المغامرة ممتعة؟” قال نور: “نعم، أنت على حق. هذه المغامرة رائعة.” قالت لينا: “نعم، أنت على حق. هذه المغامرة جميلة.”

ولكن سرعان ما حصل ما لم يتوقعه الأصدقاء. ففي تلك اللحظة، سمعوا صوتًا عاليًا يقول: “من أنتم؟ ماذا تفعلون في شجرتي؟” الأصدقاء نظروا حولهم، ورأوا رجلًا غاضبًا يقف تحت الشجرة. كان الرجل يرتدي ملابس حارس الحديقة، ويحمل عصاً في يده. قال الرجل: “أنتم أطفال سيئون. سرقتم فواكه شجرتي، وقطعتم أوراقها وفروعها. هذه الشجرة هي ملكي، وأنا أعتني بها منذ سنوات. لقد أخبرتكم مرارًا وتكرارًا أن لا تقتربوا من شجرتي، ولكنكم لم تسمعوا. الآن سأعاقبكم على ما فعلتم. هيا انزلوا من الشجرة، أو سأجعلكم تنزلون بالقوة.” الأصدقاء خافوا من الرجل، وشعروا بالندم والخجل. قال سامي: “نحن آسفون، يا سيدي. لم نعلم أن هذه الشجرة هي ملكك. كنا نريد فقط تجربة تسلق الشجرة، وأكل بعض الفواكه. لم نقصد أن نضر شجرتك أو نسرق منها. من فضلك ،اغفر لنا.” قال نور: “نحن آسفون، يا سيدي. لقد كان خطأنا أن نستمع إلى سامي. كان يقول لنا أن هذه المغامرة ممتعة، وأن هذه الشجرة في الحديقة العامة. لم نفكر في العواقب. من فضلك ،اغفر لنا.” قالت لينا: “نحن آسفون، يا سيدي. لقد كان خطأنا أن نتبع سامي. كان يقودنا إلى الشجرة، ويسحبنا خلفه. لم نستطع أن نقول له لا. من فضلك ،اغفر لنا.”

الرجل نظر إلى الأطفال، ورأى عيونهم المتوسلة ووجوههم المتأسفة. شعر بالرحمة تجاههم، وقرر أن يصفحهم عن خطأهم. قال الرجل: “حسنا، سأغفر لكم هذه المرة. لكن بشرط أن تعدوني بأن لا تعودوا إلى شجرتي مرة أخرى. وأن تعتذروا لشجرتي على ما فعلتم بها. وأن تساعدوني في تنظيف الفوضى التي خلفتموها.” قال الأصدقاء: “نعم، نعدك بذلك. ونشكرك على كرمك ولطفك.” نزل الأصدقاء من الشجرة، واعتذروا لها على ما فعلوا بها. ثم ساعدوا الرجل في جمع الفواكه المسقطة والأوراق المقطوعة والفروع المكسورة. كان الرجل راضيًا عن عملهم، وقال لهم: “أنتم أطفال طيبون، ولكن تحتاجون إلى أن تكونوا أكثر حذرًا وحكمة. ليس كل ما يبدو ممتعًا هو جيد لكم. وليس كل ما يبدو حرًا هو حق لكم. تعلموا من خطأكم، ولا تكرروه. احترموا الطبيعة والحيوانات والناس، فهي جزء من حياتكم. ابحثوا عن المغامرات الآمنة والمفيدة، فهي تزيد من متعتكم.” قال الأصدقاء: “نعم، سنتذكر نصائحك. وسنبحث عن المغامرات الآمنة والمفيدة. شكرًا لك على تعليمنا درسًا قيِّمًا.” ثم ودَّع الأصدقاء الرجل، وذهبوا إلى منزلهم.

في اليوم التالي، التقى الأصدقاء في الحديقة، حيث بحثوا عن مغامرة جديدة. قال سامي: “هيا بنا نذهب إلى الملاهي، ونجرب الألعاب المختلفة.” قال نور: “لا، هذا مكلف. قد نضيع أموالنا في الألعاب.” قالت لينا: “لا، هذا مزدحم. قد نضطر إلى الانتظار في طوابير طويلة.” قال سامي: “حسنًا، هيا بنا نذهب إلى المكتبة، ونقرأ كتبًا مختلفة.” قال نور: “نعم، هذا جيد. قد نتعلم شيئًا جديدًا من الكتب.” قالت لينا: “نعم، هذا جميل. قد نجد قصصًا ممتعة في الكتب.” قال سامي: “حسنًا، هيا بنا نذهب إلى المكتبة. أعتقد أن هذه مغامرة آمنة ومفيدة.” قال نور: “نعم، أنا موافق.” قالت لينا: “نعم، أنا موافقة.” ذهب الأصدقاء إلى المكتبة، حيث اختاروا كتبًا تعجبهم. قرأوا الكتب بشغف، وشاركوا بعضهم بعضًا ما قرؤوه. كانوا يستمتعون بالقراءة، ويشعرون بالسعادة.

وهكذا، تعلم الأصدقاء من خطأهم، ولم يعودوا إلى شجرة الرجل مرة أخرى. وجدوا مغامرات جديدة وآمنة ومفيدة، تزيد من متعتهم ومعرفتهم. احترموا الطبيعة والحيوانات والناس، وأصبحوا أطفالًا أفضل. هذه هي قصتهم، وأتمنى أن تستفيدوا منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *