قصة احمد والعالم الموازي ج3
أحمد خرج من المتجر، ورأى أن الشارع مليء بالسيارات والناس. كان عليه أن يجد طريقة للوصول إلى النقطة الآمنة، التي كانت على بعد كيلومتر واحد. لكنه لم يستطع أن يستخدم سيارته، فقد تعطلت في بداية المستوى. كان عليه أن يمشي أو يركب دراجة أو يستقل حافلة. نظر حوله، ورأى دراجة متروكة على الرصيف. قرر أن يستخدمها. توجه إلى الدراجة، وأخذها بيده. ثم ركب عليها، وبدأ يدور بالبدالات. شاهد على الشاشة مؤشر سرعته، الذي ارتفع إلى 20 كيلومتر في الساعة. شعر بالسعادة. لكنه لم يلاحظ أن صاحب الدراجة كان يتابعه بغضب. صاحب الدراجة كان شاباً قوياً وعصبياً. لم يحب أن يسرق أحمد دراجته. فتبعه بخطى سريعة، وصاح به: “أوقف! هذه دراجتي! أعطني إياها!” سمع أحمد صوت صاحب الدراجة، فخاف منه. لم يكن لديه وقت للإعتذار أو التفاوض. فزاد من سرعته، وحاول الابتعاد عنه. شاهد على الشاشة مؤشر سرعته، الذي ارتفع إلى 30 كيلومتر في الساعة. شعر بالفخر. لكنه لم يلاحظ أن الشارع كان مزدحماً بالسيارات والناس. كان عليه أن يتجنب الاصطدام بهم، أو سيخسر نقط من صحته. نظر إلى الأمام، ورأى سيارة تقف في منتصف الطريق. كان عليه أن يتفادى السيارة، أو سيصطدم بها. فأخذ قراراً جريئاً. رفع قدمه عن البدالات، وأمسك بالمقود بقوة. ثم قفز بالدراجة في الهواء، فوق السيارة. شاهد على الشاشة مؤشر قفزته، الذي ارتفع إلى 5 أمتار. شعر بالإثارة.
وهكذا استمر أحمد في ركوب الدراجة، متجنباً المخاطر والعقبات، حتى وصل إلى النقطة الآمنة. شاهد على الشاشة رسالة تقول: “تهانينا! لقد أنهيت المستوى الأول!”. شعر بالفرح والانتصار. نجح في البقاء على قيد الحياة، ووصل إلى النقطة الآمنة. شاهد على الشاشة مؤشر صحته، الذي كان ممتلئاً. شاهد أيضاً مؤشر نقاطه، الذي كان عالياً. حصل على نقاط إضافية لكل قفزة وسرعة ومخاطرة. كان أحمد سعيداً بنفسه. فكر في أن يستريح قليلاً، ثم يبدأ المستوى الثاني. لكنه لم يلاحظ أن هناك شخصاً آخر يتابعه بعناد. كان هذا الشخص صاحب الدراجة، الذي لم يستسلم بعد. تبع أحمد إلى النقطة الآمنة، وانتظر خارجها. ثم دخل إليها بسرعة، ووجه ضربة قوية لأحمد. أسقط أحمد على الأرض، وأخذ دراجته من يده. ثم قال له بغضب: “هذه دراجتي! لن تسرقها مني مرة أخرى!”. ثم خرج من النقطة الآمنة، وركب على دراجته، وانصرف بها. شاهد أحمد على الشاشة رسالة تقول: “عذراً! لقد خسرت المستوى الأول!”. شعر بالصدمة والغضب. فشل في البقاء على قيد الحياة، وخسر الدراجة والنقاط. شاهد على الشاشة مؤشر صحته، الذي انخفض إلى صفر. شاهد أيضاً مؤشر نقاطه، الذي انخفض إلى صفر. كان أحمد حزيناً بنفسه. فكر في أن يستسلم ويتوقف عن اللعب. لكنه لم يلاحظ أن هناك شخصاً آخر يتابعه بود. كان هذا الشخص المبرمج، الذي كان يشغل اللعبة. رأى المبرمج ما حدث لأحمد، فشعر بالرحمة والإعجاب. فأحمد كان لاعباً مغامراً ومبدعاً. قام بحركات رائعة وجديدة في اللعبة، لم يفعلها أحد من قبل. فقرر المبرمج أن يساعده. دخل إلى نظام التحكم في اللعبة، وغير بعض الإعدادات. ثمىأرسل المبرمج رسالة إلى أحمد، تقول: “مرحباً! أنا المبرمج الذي يشغل هذه اللعبة. رأيت ما حدث لك، وأعجبت بأسلوبك في اللعب. أريد أن أساعدك. سوف أعطيك فرصة أخرى لإنهاء المستوى الأول. سوف أزيد من صحتك ونقاطك، وأقلل من الزمن والمخاطر. كل ما عليك فعله هو الضغط على زر الموافقة. هل توافق؟”. شاهد أحمد رسالة المبرمج، ففرح بها. شعر بالأمل والشكر. نظر إلى الشاشة، ورأى زر الموافقة. قرر أن يضغط عليه. فضغط عليه بإصبعه، وقال: “نعم، أوافق”. شاهد على الشاشة رسالة تقول: “عظيم! لقد قبلت الفرصة! سوف تبدأ اللعبة من جديد في 10 ثوانٍ. استعد جيداً!”. شاهد أيضاً على الشاشة مؤشر صحته ونقاطه، اللذان ازدادا كثيراً. شعر بالسعادة والتحدي. استعد لبدء اللعبة من جديد.
وهكذا بدأ أحمد في لعب المستوى الأول مرة أخرى، مستفيداً من فرصة المبرمج. كانت اللعبة أسهل وأمتع هذه المرة. تجنب المخاطر والعقبات بسهولة، ووصل إلى النقطة الآمنة في وقت قياسي. شاهد على الشاشة رسالة تقول: “تهانينا! لقد أنهيت المستوى الأول بنجاح!”. شعر بالفخر والانتصار. نجح في البقاء على قيد الحياة، ووصل إلى النقطة الآمنة. شاهد على الشاشة مؤشر صحته ونقاطه، اللذان كانا ممتلئين. شاهد أيضاً مؤشر زمنه، الذي كان قياسياً. كان أحمد سعيداً بنفسه. فكر في أن يشكر المبرمج على مساعدته. لكنه لم يلاحظ أن هناك شخصاً آخر يتابعه بإعجاب. كان هذا الشخص المدير، الذي كان يشغل شركة الألعاب. رأى المدير ما حدث لأحمد، فشعر بالدهشة والإحترام. فهل سيحصل احمد على جائزة؟