قصة إبراهيم والرجل العجوز
كان إبراهيم يلعب مع أصدقائه في الشارع، فرأى كرة جميلة ملونة موجودة وسط الأعشاب والحشائش، فأسرع إبراهيم وأتجه نحو الكرة، لكن الكرة بعدت عن إبراهيم، فتعجب إبراهيم لكنه ركض وراء الكرة، وفجأة وجد إبراهيم نفسه وهو يسقط في بئر شديدة العمق، ولا يستطيع إبراهيم الخروج منها.
نادى إبراهيم على أصدقائه، لكن لم يرد عليه أحد، وصرخ إبراهيم لكن لم يجبه أحد أيضا، وأتى الليل، وإبراهيم ما زال في البئر، حاول إبراهيم الخروج من البئر بالصعود على ما يحتويه من جدران، لكن جدران البئر كانت ملساء للغاية ومنزلقة بشدة، حاول أن يحفر حفرة في جدار البئر، لكن إبراهيم لم يستطع ذلك، فبكى إبراهيم بشدة وبصوت عالي جدا.
وفي هذا الوقت مر رجل يمتطي حصانا، وسمع صوت بكاء إبراهيم فنظر ولم يجد أحدا، فأستغرب الرجل كثيرا، وقال هذا عفريت يبكي، لكن الرجل قرر أن يسأل من الذي يبكي؟، فقال إبراهيم من داخل البئر العميقة، أنا يا سيدي، أنا ولد صغير وقعت في هذا البئر العميق يا سيدي، وأنخرط إبراهيم في بكاء شديد.
فأسرع الرجل ونزل من فوق حصانه وبحث طويلا عن البئر حتى وجده، وكان طوال بحثه يكلم إبراهيم لكي يستدل من صوته على مكان البئر، فوجد البئر مخفي بشكل غريب، فرفع الرجل نفسه وأمسك بحبل وربطه على ظهر الحصان، فقال إبراهيم للرجل لا تتركني هنا يا سيدي من فضلك، فقال الرجل أطمئن لن أتترك وسأساعدك يا ولدي، رمى الرجل الحبل لإبراهيم، وتمسك إبراهيم بالحبل بشكل جيد، فسحب الرجل إبراهيم، ثم حمل الرجل إبراهيم ووضعه على ظهر الحصان، وقام بتوصيل إبراهيم لمنزله، وشكرت أسرة إبراهيم الرجل كثيرا على إنقاذه لإبراهيم وإعادته سالما لأسرته.
ومضت سنين كثيرة، كبر خلالها إبراهيم وأصبح شابا وسيما قوي العقل والبنية، وعمل إبراهيم بمجال التجارة، وفي يوم من الأيام وبينما كان إبراهيم مسافرا ضمن قافلة من القوافل، نسي أفراد القافلة إبراهيم، فسار إبراهيم لعله يلحق بالقافلة، لكن إبراهيم تاه في الصحراء.
سار إبراهيم مسافة طويلة، ورأى شخص مكوم على نفسه، ويقول رجل عجوز سيموت أنقذوني ساعدكم الله، فأسرع إبراهيم يسقي الرجل العجوز الماء، وأعطى إبراهيم الرجل بعض قطع الخبز، فشرب الرجل وأكل قطع الخبز، فشكر الرجل العجوز إبراهيم، فسأل إبراهيم الرجل ماذا أتى بك لهنا يا سيدي، فقال الرجل العجوز لقد فقدت ساقاي نتيجة حريق، وأصبحت أتنقل على ظهر حصاني، وكنت عائدا لمنزلي وأسرتي، لكن قطاع الطرق سقوا حصاني وتركوني في وسط الصحراء القاحلة، وبينما كان الرجل يتحدث تذكر إبراهيم أنه سمع صوت هذا من قبل، وتذكر أنه هو نفس الرجل الذي أنقذه من البئر العميق، قال إبراهيم للرجل المسن، هل تتذكر أنك أنقذت ولد صغيرا من بئر عميقة، أنا ذلك يا عمي، تذكر الرجل المسن قصته مع إبراهيم والبئر.
حمل إبراهيم الرجل المسن على الرغم من أن إبراهيم كان جائعا عطشانا، ووصل إبراهيم وعلى ظهره الرجل المسن لقرية الرجل المسن، الذين فرحوا بوفاء إبراهيم للرجل المسن، وتذكره المعروف طوال هذه السنوات الطويلة.