قصة أحمد من الفقر إلى الثراء بفضل القراءة

0

كان هناك شاب يدعى أحمد يعيش في قرية صغيرة. كان يحب القراءة والكتابة والتعلم. لكنه كان فقيرًا ولم يستطع أن يكمل تعليمه بعد المرحلة الابتدائية. كان يعمل كبائع متجول ليساعد عائلته في توفير لقمة العيش.

في يوم من الأيام، قرر أن يذهب إلى المدينة ليبحث عن فرصة أفضل. فأخذ حقيبته وبعض الكتب التي كان يحبها وركب القطار. وصل إلى المدينة وبدأ يتجول في شوارعها بحثًا عن عمل. لكنه لم يجد أي شيء يناسبه. كان يرفض العمل في أشياء غير شريفة أو غير مفيدة.

في أحد الأيام، مر بمكتبة كبيرة وجذبته واجهتها المزخرفة بالكتب الملونة. دخل إلى المكتبة وشعر بالدهشة من كثرة الكتب التي تملأ رفوفها. تجول في أقسام المكتبة واختار بعض الكتب التي أعجبته. ثم جلس في زاوية هادئة وبدأ يقرأ بشغف.

في ذلك الوقت، دخل صاحب المكتبة، وهو رجل عجوز ذو لحية بيضاء، ورأى الشاب الفقير يقرأ بانتباه. اقترب منه وسأله: “من أنت؟ وماذا تفعل هنا؟” فأجاب الشاب: “أنا أحمد من قرية … . أنا أحب القراءة والكتابة والتعلم. لكني فقير ولا أستطيع أن أشتري الكتب. فأتيت إلى هنا لأستفيد من مكتبتك.”

سمع صاحب المكتبة كلام الشاب وأعجب به. قال له: “أنا سعيد بأن تستفيد من مكتبتي. لكن هل تعمل في شيء؟” قال الشاب: “لا، لم أجد عملاً حتى الآن. أنا أبحث عن شيء يناسب موهبتي وطموحي.” قال صاحب المكتبة: “إذا كان هذا الأمر، فأنا عندي عرض لك. هل تود أن تعمل معي في المكتبة؟”

فرح الشاب كثيرًا بهذا العرض ووافق عليه. قال صاحب المكتبة: “حسنًا، سأعطيك راتبًا مقبولًا، وسأسمح لك بالقراءة ما شئت من الكتب، وسأعلمك كل ما أعرفه عن الكتب والمؤلفين والنشر. كل ما عليك فعله هو أن تساعدني في ترتيب الكتب وخدمة الزبائن والحفاظ على نظافة المكتبة.”

وهكذا بدأ الشاب عمله في المكتبة. كان يعمل بجد وإخلاص، ويقرأ بشغف وتفاني، ويتعلم بذكاء وحماس. كان يحب صاحب المكتبة كأب له، وكان صاحب المكتبة يحبه كابن له. كانا يتحدثان كثيرًا عن الكتب والمعرفة والحياة.

مرت السنوات، وأصبح الشاب رجلاً ناضجًا. كان قد قرأ الآلاف من الكتب في مختلف المجالات. كان قد تعلم اللغات الأجنبية والبرمجة والتصميم والإدارة. كان قد اكتسب خبرة واسعة في مجال النشر والتوزيع. كان قد أصبح معروفًا بين الزبائن والمؤلفين والناشرين.

في أحد الأيام، قرر صاحب المكتبة أن يتقاعد من عمله. قال للشاب: “أنا كبير في السن، وأريد أن أستريح من هذا العمل. لقد عملت معي لسنوات طويلة، وأثبت لي أنك شخص موهوب ومخلص ومحترم. لذلك، أريد أن أهديك هذه المكتبة. هي ملك لك من الآن فصاعدًا. اعتن بها كما اعتنيت بها أنا.”

سمع الشاب هذا الخبر واندهش. قال: “هذا لا يصدق! هذه المكتبة هي حلم حياتي! كيف يمكنني أن أشكرك على هذه الهدية؟” قال صاحب المكتبة: “لا تشكرني، بل اشكر الله على نعمه. ولا تنسى أن تستخدم هذه المكتبة لخير الناس. فالعلم نور، والقراءة حياة.”

وهكذا استلم الشاب المكتبة من صاحبها. استمر في تطويرها وإثرائها بالكتب الجديدة والقديمة. بدأ في نشر كتبه الخاصة التي كان يكتبها في فراغات وقته. بدأ في تنظيم محاضرات وورش عمل ومسابقات لتشجيع القراءة والإبداع. بدأ في دعم المؤلفين الشباب والطموحين.

ومنذ ذلك الحين، أصبح اسم أحمد مشهورًا في عالم الثقافة والأدب. أصبح مثالًا للشاب الذي حقق نجاحًا باهرًا بفضل حبه للقراءة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *