علي الطبيب: قصة نجاح من الفقر إلى العطاء”
كان هناك شاب يدعى علي، يحلم بأن يصبح طبيبا. ولكنه كان فقيرا ويعيش في قرية بعيدة عن المدينة. وكان يدرس في مدرسة صغيرة لا توفر له التعليم الجيد. ولكنه كان مجتهدا ومتفوقا في دراسته، ويقرأ كل الكتب التي يجدها في المكتبة. وكان يحب العلوم والطب، ويتمنى أن يساعد الناس الذين يعانون من الأمراض.
في أحد الأيام، جاء إلى قريته فريق من الأطباء المتطوعين لتقديم الخدمات الصحية للسكان. فذهب علي إلى المستشفى الميداني، وتطوع لمساعدة الأطباء في عملهم. وكان متحمسا وفضوليا لمعرفة كل شيء عن الطب والأدوية والأجهزة. وأثار انتباه الأطباء بذكائه وحبه للتعلم. فقرروا أن يشجعوه على متابعة حلمه، وأن يساعدوه في الحصول على منحة دراسية للالتحاق بكلية الطب في المدينة.
ففرح علي كثيرا بهذه الفرصة، وشكر الأطباء على كرمهم. وقرر أن يستغل هذه الفرصة بأفضل طريقة، وأن يبذل كل جهده في دراسته. فسافر إلى المدينة، والتحق بكلية الطب. وكان مستمرا في التفوق والتميز، وكان يشارك في كل الأنشطة والبرامج التطوعية التي تقام في المستشفى. وبعد سنوات من الجد والمثابرة، تخرج علي من كلية الطب بتقدير امتياز، وحصل على شهادة الاختصاص في طب الأطفال.
وبعد ذلك، قرر علي أن يعود إلى قريته، ليقدم خدماته لأهله وجيرانه. فافتتح عيادة صغيرة في قريته، وبدأ في علاج الأطفال المرضى. وكان يستقبل كل المرضى بابتسامة وحنان، ولا يأخذ منهم أي مقابل مادي. فأصبح محبوبا من قبل جميع سكان القرية، وسمعته انتشرت في المنطقة. وكان دائما يشكر الله على نعمة التعليم والصحة، ويسأله أن يزيده من فضله.
والحكمة من هذه القصة هي: “إذا كان لديك حلم، فلا تستسلم للظروف أو الصعاب، بل اجتهد في تحقيقه بالإيمان والثقة بالله. فالله لا يضيع أجر المحسنين.”