دخلت الفتاة الصغيرة لمحل البقالة وأخذت تلف وتدور حول الأرفف، بدون أن تأخذ شيء، لاحظها صاحب المحل منذ دخولها، فاتجه نحو شاشة كاميرا المراقبة، وأخذ يراقبها أثناء تجولها، لأنه شعر بشيء غريب ناحيتها.

لاحظ الرجل أن الفتاة ذات الأحد عشر ربيعًا قد وقفت بجانب الجزء الموجود به علب الحلوى المختلفة، وأخت تنظر يمينًا ويسارًا حتى لاحظت خلو الممر من أي زبائن، وعلى الفور خطفت قطعة من الحلوى وأخفتها داخل ملابسها، وحاولت أن تتجه نحو باب الخروج لكن!

ظهر صاحب المحل فجأة أمام الفتاة التي شعرت بالرعب وفكرت في أن تجري مسرعة لتخرج من المحل، لكن الأوان قد فات، فقد أمسك صاحب المحل بيد السارقة الصغيرة بقوة بحيث لا تستطيع الفرار من بين يديه.

جذب الرجل الفتاة نحو غرفة مكتبه، وعرض عليها التسجيل وطلب منها أن تعيد ما سرقته، أخذت الطفلة في البكاء وأخرجت قطعة الحلوى وطلبت من الرجل أن يسامحها ويتركها تذهب، ومن حظ الفتاة أن الرجل الطيب لم يكن ينوي أن يسلمها للشرطة من البداية.

لكن الفضول كان يتملكه ليعرف لماذا تسرق فتاة في هذا السن، فلما سألته أخبرته أن والدها متوفي ووالدتها فقيرة وتعمل عاملة نظافة براتب قليل وبالكاد تطعمهم وترسلهم للمدرسة، لكنها لا تملك مزيد من الأموال لتشتري لها الحلوى والشيكولاتة مثل أقرانها.

اعتقد الرجل في البداية أن الفتاة ربما تكذب لتهرب من العقاب، فأصر على أن يرافقها إلى المنزل، ويخبر والدتها بفعلتها، وعندما وصل للمنزل وجد سيدة ترتدي ملابس بسيطة وأربعة أطفال يجلسون جميعًا في غرفة واحدة وهي تشكل المنزل بأكمله.

فلما رأت الرجل سألته بقلق ماذا فعلت ابنتها، شعر الرجل بالحزن على حال الأيتام، فلم يرد أن يصدم السيدة وأطفالها الأيتام بالحقيقة، وكان أول ما خطر على باله أنه يريدها أن تعمل لديه في المحل بمبلغ كبير.

فرحت السيدة جدًا بالعرض وشكرته، فأعطاها العنوان وقبل أن ينصرف تحدث إلى الفتاة على انفراد وطلب منها ألا تسرق مرة أخرى لأن السرقة عمل لا يرضي الله تعالى وأن رضا الله أكثر بكثير من أي حلوى أو متعة دنيوية، وأن عليها أن تطلب منه ماتريد، وقرر أن يعطي والدتها راتب يكفي أطفالها وأن يعطيها كل يوم قطع من الشيكولاتة لأولادها الصغار حتى لا يضطر أحدهم للسرقة مرة أخرى.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *